تحول غريب تشهده قرية الجفر (35 كيلو غرب المدينةالمنورة)، فالمتجول في مزارعها الخاوية وبيوتها وقصورها التي مازالت شامخة والتي تشهد على العصر الذهبي فيما مضى، يلاحظ أن العيون والينابيع والمزارع الخضراء أصبحت قرية صفراء جدباء لا يجد أهلها ما يروي عطشهم من الماء إلا باللجوء إلى مياه الآبار. ويؤكد الأهالي أن مياه الآبار التي تجلب من القرى المجاورة تحمل بين قطراتها الأوبئة والأمراض التي أودت بحياة عدد من الأهالي، ما أجبر البعض على تجرع المياه الملوثة، مطالبين بتوفير مياه الشرب عبر أنابيب من خزان التحلية الواقع على بعد 18 كلم من قريتهم. وفي القرية العطشى تجولت عدسة «عكاظ» والتقطت صورا شاهدة على ماضي وحاضر القرية، فيما أخرج حديثها مع الأهالي ما يكنونه من ألم حنينا إلى ماض يقارنونه بحاضر ومستقبل مجهول وسط نقص واضح في الخدمات، في البدء يقول المواطن ناجي المحمدي إن القرية كانت ملاذا لأهلها من الجوع والعطش حيث كانت تنعم بالماء في وجود العين وآبار المياه والزراعة وتربية الماشية والآن أصبحت قرية خالية تماما من المياه وبعد أن جفت العين والآبار ماتت مزارع القرية من قلة المياه وهجر السكان مزارعهم والأغلبية هجروا القرية ورحلوا وساعدت ندرة المياه بالإضافة إلى نقص الخدمات في القرية على هجرة أهلها إلى المدينة فالقرية لا يوجد بها أساس الحياة الماء فالجميع يضطر إلى شرب المياه الملوثة بعد أن يتم جلبها من مزارع قريبة من القرية، مضيفا أن أهالي القرية طالبوا عدة مرات بتوفير مياه الشرب بالإضافة إلى بناء السدود لكي تعود الحياة مرة أخرى للقرية إلا أن مطالبهم لم تحظ باهتمام المعنيين حتى هذه اللحظة. وعبر كل من عبدالعزيز سعد وأحمد المحمدي ويوسف المحمدي عن استيائهم من تجاهل صحة المدينة ووزارة النقل حيث أكدوا أن المستوصف الحالي تنقصه جميع الخدمات الطبية ومعظم أهالي القرية يضطرون للسفر لمستشفيات المدينة للعلاج بالإضافة إلى أن المبنى سيئ، مطالبين بإنشاء مستشفى حكومي يوفر لهم الخدمات الطبية اللازمة، إضافة إلى أن الطريق الزراعي المؤدي للقرية أصبح لا يطاق بسبب كثرة الحفريات، كما أنه لم يشهد أعمال صيانة منذ سنوات طويلة، لاسيما أن غالبية السكان يقطنون منازل آيلة للسقوط في أي وقت بسبب تقادم بنائها والمواد المستخدمة في ذلك إضافة إلى أن جميعهم يعتمدون على شراء مياه الشرب عن طريق باعة الصهاريج التي تراوح أسعارها بين 150 170 ريالا، ما يرهق كواهل أهالي القرية الذين يؤكدون أنهم اعتادوا أن تخلو بيوتهم من المياه دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا. فيما بين عدد من مزارعي القرية أنهم يضطرون إلى قطع 50 كم بين الجبال وصولا لقرية الفقرة لإنهاء معاملاتهم الزراعية في فرع الزراعة بينما فرع الزراعة في المدينة هو الأقرب لهم، مناشدين الجهات المعنية بضرورة الوقوف على القرية ووضع مطالبات الأهالي في حيز التنفيذ.