لا يذكر التاريخ أن منظومة الهلال المترفة بالإنجازات، قد كانت بحاجة إلى وصاية تعيدها إلى جادة الإنجازات في أي حقبة مضت، ليس لقيمتها العظيمة التي فطرت على واقع مثقل بالتحديات فحسب، بل لمكانة المخلصين الذين انتسبوا لها عشقا وولها، وسبروا أغوار الكثير من الاستحقاقات بمنتهى الثقة والاقتدار، فتبوأ الأزرق زعامة الذهب واعتلى عرش القارة الصفراء طيلة عقوده الخمسة. دعوا الهلال وشأنه، لأنه الأقدر على غسل أحزانه وإعادة تكوين نفسه والارتداد من نقطة التصحيح الدنيا، التي بلغها في أسوأ أيامه على سقف يفوق بمقاييسه تاريخ أندية أخرى، مازالت تدعي وصل بالتنافس معه وهو لم يقر لهم وصلا بذاكا. سيعود الهلال الذي ذبح في موسمه الماضي، وأجهز عليه مطلع هذا الموسم بطلقة الصافرة، وقد خسر 3 ألقاب من 4 أخيرة بفعل أخطاء تحكيمية كانت كفيلة بأن لا تقوده إلى هذا الحال الحزين، فضلا عن قواه التي استهلكت بمشاركة نجومه الأساسيين في 4 بطولات منذ بداية الموسم بين النادي والمنتخب الوطني، الذين زج بهم في أتون معارك مفتعلة نالت من استقرارهم الذهني واستفزتهم إلى حد أضحوا معه في مجابهة المحتقنين وأرباب الأقلام المتعصبة، التي جيرت كل ذلك لخدمة أهداف لا تتفق وقيمة التنافس الشريف ومصلحة الوطن. يا هؤلاء دعوا الهلال بشرفييه وإدارته وجماهيره وشأنهم؛ لأنهم الأدرى بهلالهم، وبما تعرض له من أزمات ومحاولات لزرع بؤرة الصدع في كيانه الصلب، فالأيام المقبلة حبلى بما يؤكد على أن واقع الفريق العاصمي سيكون جميلا بإلتفاف شرفييه، وترجيح جماهيره مصلحة الكيان على منطق التنافس والصراعات الهامشية مع يبحث عن التشفي والاستفزاز. ترجل الأمير عبدالرحمن بن مساعد برغبة الجماهير لا أمرهم عليه وثمة فرق بين ذا وذاك، إذ أن قساوتها عليه وإن كانت كبيرة فإنها جاءت بحجم محبتها له ولتاريخه مع الأزرق، فاخترت أن تمضي كبيرا يا أمير كما عهدتك، ولتبرهن على أن عشقك للزعيم وجماهيره فوق كل شيء، لم يكن مرهونا بمنصب أو مقرونا بشروط، شكرا يا شبيه الريح على ما قدمت وفعلت وأعطيت رغم الآلام والتجريح، فإن نسي أحدهم ذلك فالتاريخ يذكره. ما يحتاجه الزعيم يا رجال الزعيم في الفترة القليلة المقبلة أكبر من شرفيين يكرسون جهودهم في توزيع التذاكر ودعم التيفو وتجهيز الباصات، هلالكم بحاجة إلى مؤثرين وداعمين يبذلون المال والفكر والجهد دون شرط وقيد، الكرة أصبحت في ملعبكم!!