ما قصة بسطات الخضروات والفاكهة التي تتمدد كل يوم وتحتل الارصفة وباتت اكثر قربا من منتصف الاسفلت.. أليس من رقيب يحمي هؤلاء من مخاطر انفسهم؟ يتساءل احد المواطنين بعد ان وقف على حجم الفوضى التي يتسبب فيها اصحاب البسطات على الشارع العام وعلى الصحة العامة وعلى انفسهم. أين الرقابة يا أمانة؟ الحالة تبدو اكثر وضوحا في جنوبجدة وتحديدا على طريق المدينة الصناعية قرب حي غليل الشعبي.. فالخضروات معروضة في الهواء الطلق وتحت الشمس اللاهبة والحشرات الطائرة والغبار المتناثر ولا يدرك احد صلاحية ما يباع للاستهلاك الادمي، صحيح ان هناك محلات مصرحة اكتسبت المهنة اعتمادا على الضوابط الصحية والاشتراطات الرسمية ومع ذلك فإن هناك بسطات تبيع كل شيء دون ان يسأل اصحابها سائل.. فأين الرقابة يا أمانة؟ أغلب العاملين في البسطات من جنسيات عربية يدفعون عرباتهم من مكان الى آخر وكل شيء قابل للتفاوض والمساومة فالخضروات التي تباع بخمسين ريالا يمكن ان ينحدر ثمنها الى النصف ما ينبئ ان صلاحية السلعة عليها شكوك جدية. أما عن التخزين وطريقته فحدث ولا حرج فالمشتري لا يدرك طبيعة المخزن ولا المصدر، ما يهم هو فقط اغراء السعر وتدفع الصحة العامة الثمن. هامش ربح بسيط حامد سلام الذي يعمل في أحد محلات بيع الخضار والفواكه في حي غليل الشعبي يقول ان محلاتهم تتعرض لخسائر فادحة بسبب عدم عدالة المنافسة مع باعة البسطات وكثرتهم حيث يبيعون كل شيء بأي ثمن على خلاف المتاجر التي تلتزم بتسعيرة محددة وهامش ربح بسيط على نقيض البسطات التي تبيع احيانا بأقل من نصف السعر الاساسي. فهؤلاء كما يقول سلام غير ملزمين بدفع ايجارات المحلات ولا فواتير الكهرباء والماء.. «محلاتهم في ايديهم يدفعونها الى اي مكان يرغبون»، لكن المستهلك هو من يدفع الثمن من صحته وسلامة اسرته فالسلع التي تباع على قارعة الطريق لا احد يعرف مصدرها. أوقفوها بالقوة الجبرية من جانبه، يقترح ابراهيم المسعد على الجهات المختصة مصادرة البسطات الموجودة على طريق المدينة الصناعية او في اي مكان آخر في مدينة جدة ويقول: يجب أن تتوقف هذه البسطات، وعلى الجهات المختصة مصادرتها بالقوة الجبرية ومحاسبة اصحابها ومن يقف خلفهم، فالبضاعة الرخيصة تخفي خلفها مصائب وكوارث اقلها الموت والمواد المسرطنة.. فالملاحظ ان خضروات البسطات الشمسية يتغير طعمها ولونها وخصائصها، والمشتري آخر من يعلم. بيع وشراء الكراتين سعود المطيري فجر مفاجأة مقلقة عندما كشف ان بعض باعة البسطات يجمعون الخضروات والفواكه التالفة والفاسدة كما ان بعضهم يتاجرون في الصناديق والاكياس والعبوات الفارغة وبيعها لأشخاص معينين من الجنسية ذاتها وكل ذلك يحدث وسط غياب واضح للجهات الرقابية ويبدو ان الجهات المعنية هذه لا تعرف طريقا الى الميادين والمساحات البيضاء التي يتجمع بها اصحاب العربات الجائلة عند شعورهم بالخطر. الأمانة تعترف.. وتوضح تعليقا على ذلك أوضح المركز الاعلامي في أمانة محافظة جدة أن الأمانة وبلدياتها الفرعية تعمل باستمرار ومثابرة على مراقبة مواقع البسطات العشوائية ومصادرة السلع المجهولة ومنتهية الصلاحية ايا كان نوعها حيث يتم اتلاف الفاسد، فيما الصالح منها يحال الى الجمعيات الخيرية. وأقرت الامانة بوجود الظاهرة في بعض المواقع وانها تسعى للقضاء عليها بمشاركة الجهات المعنية الأخرى كما قننت النشاط للمواطنين بطريقة نظامية، من خلال مبادرة طرحتها الأمانة وأعلنت عنها في وقت سابق. إلى ذلك، اشار تقرير احصائي للجنة مكافحة انتشار الباعة الجائلين في محافظة جدة خلال العام الماضي حتى شهر شعبان، الى إتلاف 3276 عربة، 2350 بسطة، 1438 حمولة سيارة خضروات وفواكه، وغيرها، كما تم القبض على عمالة مخالفة، كما صادرت لجنة التفتيش على الأسواق الشعبية نحو 1000 بسطة مخالفة وتمت إزالتها وإتلافها. ورحبت الامانة بما يردها من ملاحظات في هذا الشأن عن طريق الهاتف 940 أو تطبيق البلاغات على الهواتف الذكية أو المستكشف الجغرافي على موقع الأمانة، أو ما يطرح عبر وسائل الإعلام.