لعلنا نفتتح سلسلة أبرز الأخطاء التي قد تقع من بعض المبتعثين بمسألة ضعف التخطيط للبعثة، بحيث يبدأ هذا الخطأ بعدم وضوح الرؤية من اتخاذ قرار الابتعاث.. ولعل ثورة الابتعاث التي تعيشها المملكة العربية السعودية ساعدت على بعض السلبيات التي قد تقع من البعض، وهو الأمر الذي قد يدفع البعض إلى اتخاذ قرار الابتعاث دون الحاجة له، وإنما مجرد تقليد لقريب أو صديق أو لأجل إاقتحام تجربة جديدة وحتى في أسوأ الاحتمالات حين الفشل -لا قدر الله- تعتبر المدة التي قضاها الطالب قبل العودة للديار تبدو وكأنها مجرد رحلة سياحية مدفوعة التكاليف من الدولة. والخطأ الآخر في مسألة التخطيط لرحلة الابتعاث يتم في مرحلة جمع المعلومات والبيانات والتي معظمها تتم من خلال مواقع الإنترنت غير المعتمدة أو من خلال الاكتفاء بنصائح الآخرين من القرباء والأصدقاء، وكذلك من الأخطاء الشائعة عند التخطيط لمرحلة الابتعاث هي «التخطيط القصير» لهذه الرحلة وضيق الرؤية التي تجعل الفائدة من رحلة الابتعاث ضعيفة ومحدودة. لذا يجب عند التخطيط لمرحلة الابتعاث أن ندرس مدى الحاجة الفعلية للابتعاث، فربما الحصول على وظيفة في هذه المرحلة أهم أو ربما أن الحاجة لدراسة دورات مهنية أهم من إكمال دراسات عليا، حتى وإن كانت هناك حاجة ملحة لك للابتعاث يجب أن تحدد هذه الحاجة جيدا وتكون مصادر جمع معلوماتك جيدة. والأهم من مصادر المعلومات هو رفع القدرة والمهارة على تحليل هذه المعلومات التي يجمعها الطالب المقبل على الابتعاث، فاليوم نحن لانشتكي من صعوبة الوصول إلى المعلومة بل كيف يمكن الاستفادة من المعلومة وتحليلها وإدارتها وتحويلها إلى قرارات سليمة. ويجب أن لايكون التخطيط قصير المدة فقط لرحلة الابتعاث بل يجب أن يكون شاملا لمرحلة ما قبل الابتعاث والتي تتضمن المتطلبات النفسية واللغوية والورقية والمعلوماتية للبلد والجامعة التي سوف يقصدها المقبل على هذه المرحلة، ومن المهم أثناء مرحلة الابتعاث أن تضمن الخطط التي من شأنها أن تعين على تجاوز مرحلة اللغة بتميز ثم المرحلة الدراسية بتفوق وكذلك الاستفادة من المجتمع المحيط، وبعد ذلك التخطيط من الآن لمرحلة ما بعد العودة من الابتعاث من خلال استقراء طرق الاستفادة من هذه الشهادة والعوامل المساعدة التي تجعل الخريج العائد من الابتعاث الخارجي مطلوبا في سوق العمل. @s_meemar