نقرأ دوما في صحفنا المحلية أنباء عن الأحداث اليومية والتي قد تكون مختلفة في تفاصيلها (مكان حدوثها ووقت وطريقة حدوثها والجهة المعنية...) إلا أنها متشابهة في مضمونها فعلى سبيل المثال لا الحصر حوادث المرور، حوادث الحرائق، الأخطاء الطبية، مخالفات الشروط والأنظمة، وغيرها والتي تتكرر تقريبا بصفة دورية. وعادة ما يبحث القارئ في ذلك النبأ عن مفصلين الأول كيف يتفادى ذلك الضرر والثاني ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تكرارها لتوفير الحماية والسلامة له. وبالرغم من اتخاذ القرار الفوري (قصير الأمد) والذي لايؤدي إلا لحلول مؤقتة إلا أن الفترة اللازمة لاتخاذ القرار الاستراتيجي (طويل الأمد) والذي يحد تماما من تكرار الخسائر الناجمة في الأرواح والممتلكات يستغرق فترات لا تتناسب مع المعدلات المحددة لإسراع عجلة التطوير والتقدم. إن تكرار تلك الأحداث المتشابهة يستحق إحصاءها لتصنيفها وتحليلها وتحديد أسبابها ووضع قرارات شمولية طويلة الأمد ومراقبة الحاجة لعمل التعديلات الضرورية حيالها كلما دعت الحاجة. ولاشك ان بين بداية مرحلة الإعداد لاتخاذ القرار الصائب ونهاية مرحلة تنفيذ/ تطبيق القرار تقع العديد من الإجراءات أهمها يكمن في صدق الحقائق والمعلومات التي يتم جمعها.