أوشك باحثون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على الانتهاء من إعداد معجمين علميين بدئ العمل عليهما قبل سنوات، ويحتل كل منهما أهمية بالغة في بابه، وسم الأول ب(المعجم الميسر لموضوعات القرآن الكريم)، فيما كان عنوان الثاني (معجم كتاب المصحف الشريف). ووفق تقرير أصدره المجمع عن المعجمين، فإن المعجم الميسر لموضوعات القرآن الكريم، يقوم على حصر الآيات الكريمة، ثم توزيعها على هيئة موضوعات رئيسة، فتوزيع هذه الموضوعات الرئيسة على عناوين فرعية، توزع بعدها هذه العناوين الفرعية على فقرات إلحاقية، مع العناية بالترتيب المعجمي الخاص بالموضوعات لا الألفاظ. واعتمد القائمون على صياغة المعجم على التفاسير الموثوقة وأقوال السلف الصحيحة في جميع مراحل إعداد المعجم, وقد آثروا في صياغة العناوين المتفرعة على العنوان الكبير ألا يبتعدوا عن مقاصد الذكر الحكيم، ولم يروا في الاستنباط من منطوق الآية إلا ما نص عليه المفسرون، وقد دفعهم تنظيم مخطط كل موضوع إلى مراجعة واسعة لمعاني الآيات حسبما نص عليه علماء التفسير كالطبري وابن كثير والبغوي، وتوخوا أن يكون المختار في معنى الآية ودلالتها والاستنباطات منها، ما ذهب إليه الجمهور من علماء التفسير، وابتعدوا عن ذكر مذاهب مفردة في تفسير بعض الآيات لبعض العلماء، وذلك ليكونوا قريبين من الغاية الرئيسة من صياغة المعجم. وقام الباحثون بتنظيم كشف هجائي عام يرتب سرد الموضوعات التي نهض المعجم على أساسها، وراعوا في ترتيب هذا الكشف الأوائل والثواني والثوالث من الحروف وفق لفظ الكلمة وليس جذرها؛ ليسهل على المراجع الوصول إلى الموضوع الهدف، كما اجتهد الباحثون في استيفاء الموضوعات القرآنية التي يندرج تحتها طائفة من الآيات، وتجنبوا كتابة حواش تثقل كاهل المعجم، إلا عند الضرورة القصوى لتوضيح مشكل أو إزالة لبس، وعنوا بمراجعة المسائل العقدية التي وردت في صياغة مخطط الموضوع وعناوين فقراته المتفرعة عليه، وتوخوا مذهب السلف، واختيار عبارات بعيدة عن التأويل المذموم. وأعلن المجمع أنه سوف يدفع هذا المعجم للطباعة في آخر عام 1436ه وفق الخطة الموضوعة مع الأمانة العامة. من جانبه، يتناول معجم كتاب المصحف الشريف، تراجم من كتب المصحف الشريف بخط يده منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، سواء أكان ممن اشتهر بحسن الخط وجودته، أم تعاطى كتابته احتسابا لوجه الله، أو إجارة أو احترف الكتابة، فأصبحت له مهنة، ويدخل في ذلك عامة الاتجاهات العلمية من القراء والمحدثين والفقهاء، والأدباء والسلاطين وغيرهم، وما كتب وفق قواعد الرسم العثماني أو كتب بغير تلك القواعد، وما كتب بأي قراءة من القراءات المتواترة.