قبل أقل من عام، علمت بالمرض الذي ألم بالأخ والصديق الشيخ محمد سعد الحجيري، وكان من واجبي أن أزوره في العلا (يرحمه الله)، وقد تحقق لي ذلك بحمد الله، وتأثرت كثيرا لحالته المرضية، فعرضت عليه أن أبذل ما في وسعي لعلاجه داخل المملكة أو خارجها، ولكنه رفض كل ذلك بإصرار عجيب، ويبدو أن أبا سعد قد أحس بدنو أجله، فمنذ اللحظة التي استقبلني فيها وحتى لحظة الوداع الحار شعرت أنني قد لا أرى أبا سعد مرة أخرى، ولكنني كنت دائم السؤال عنه؛ لأن هذا النوع المخلص من الرجال لا تملك سوى أن تحبه وتقدره جدا، فهو رجل ذو حماس واجتهاد ومبادر ومتعاون في كل ما يخدم المصلحة العامة، ومحب للعلا بدرجة عالية أشعر معها بالاعتزاز به. فعندما يفقد الوطن رجلا بمثل مكانة الشيخ محمد الحجيري فلا شك أن خسارة الجميع فيه كبيرة، فقد عرفته إنسانا عفيفا وأمينا وورعا ومخلصا وطموحا في كل ما كنا نراه معا مهما وضروريا للارتقاء بمحافظة العلا، كما أن الفقيد كان متعاونا معنا في كل المشاريع الهامة التي تحققت للعلا كالمطار وافتتاح كلية البنات وإدارة الجوازات وفي إنشاء منتزه الملك عبدالعزيز البري، وفي العديد من المجالات والمناسبات مما لا يتسع المجال لذكره.