أكدت ل«عكاظ» مديرة تنمية الموارد المالية باللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم» بمنطقة حائل رائدة الحميد أن التوجيه الحكيم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالعفو عن سجناء الحق العام وكذلك بإطلاق سراح السجناء الذين ثبت إعسارهم وعجزهم عن سداد ما عليهم من ديون يأتي في سياق حرص الدولة على سلامة النوايا تجاه أولئك المحكومين، وإعطائهم فرصة جديدة في توجيه وإدارة حياتهم بعيدا عن الأسباب التي أدت إلى أوضاعهم في السجون. وأضافت الحميد أن هذا القرار دلالة على تلاحم القرار مع مواطينها ممن تعثرت أوضاعهم، وأكدوا استحقاقهم لمنحهم فرصا أخرى للحياة الكريمة، سنجد أن في هذا العفو الكريم من طرف خادم الحرمين الشريفين قيمة حقيقية لمعنى الاهتمام بالمواطنين في مختلف أوضاعهم، فالقائد الحكيم لا يحكم شعبه من زاوية العدل وإحقاق الحقوق فحسب، وإنما كذلك من زاوية الرحمة والتعاطف، ويمنح توجيه الملك الكريم الأمل لتأكيد قيمة الحقوق المتبادلة بين الراعي والرعية، وحين تتكفل الدولة بالحق العام وتسقطه عن أولئك المواطنين، وحين تقوم بدفع الغرم عن الغارمين فهذه دروس عميقة جدا في معنى التلاحم الوطني والعلاقة الأبوية التي تطرح باستمرار أبوابا للفرج بعد الشدة، وتعين من يستحقون الإعانة، وتقيل من عثراتهم ليندمجوا مرة أخرى في الحياة الطبيعية. من جهة ثانية، أكدت مسؤولة القسم النسائي في لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم «تراحم» في محافظة جدة عبير الوكيل، استمرار خدمات لجنة تراحم إلى ستة أشهر بعد الإفراج عن النزيل من السجن، وقد يستمر الدعم عاما كاملا حسب ما تقتضيه الحاجة بناء على شروط معينة. وأشارت إلى أن أهم البرامج للمفرج عنهم تشمل سداد مديونيات الإيجار - وسداد فواتير الكهرباء - المساعدات العينية من كسوة وسلال غذائية وحقائب مدرسية لأبنائه أو ذويه وأدوات مدرسية، كما يشمل أسرته التسجيل في برامج الأسر المنتجة لمساعدتهم في الاعتماد على النفس والإنتاج والعمل. وأضافت: من أهم برامجنا التي نسعى لتحقيقها للمفرج عنه برامج التدريب والتأهيل والتوظيف التي من شأنها أن تؤمن له ولأسرته الاستقرار المادي والاجتماعي، وقد استفاد من هذه الخدمة في العام الماضي 2014/1435 ما يقارب 30 مفرجا عنه و80 من أسر السجناء والمفرج عنهم، ونأمل في هذا العام أن يكون الكم أكبر في ظل الدعم السخي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، بمبلغ ملياري ريال للجمعيات الخيرية ليزيد ذلك من كم الخدمات المستهدفة للفئات المختلفة وتطوير الخدمات بما يعود عليهم بالنفع.