يطلق المركز السعودي لكفاءة الطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، الأسبوع المقبل حملة توعوية هي الثالثة من نوعها تمتد إلى أربعة أسابيع، لتوعية المستهلك ببرامج رفع كفاءة استهلاك الطاقة في قطاع النقل البري، من أجل تغيير العديد من مفاهيم وسلوكيات قيادة المركبة لديه، وتعريف المستهلك ببطاقة اقتصاد الوقود في المركبات الخفيفة، وتعزيز قدرته على الاختيار المناسب للمركبة، حيث تستهدف الحملة المواطنين ووكلاء شركات السيارات. والغرض من الحملة إلقاء الضوء على بطاقة اقتصاد الوقود للمركبات وسلوكيات القيادة التي تساهم في خفض استهلاك الوقود، وتسعى الحملة الى تحقيق عدة أهداف، من بينها: توعية المستهلك حول دلالات بطاقة اقتصاد الوقود الخاصة بالمركبات، وتوعيته حول سلوكيات القيادة المثلى. ويعمل البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة الذي يعمل على إعداده المركز السعودي لكفاءة الطاقة على جمع وتنسيق جهود العديد من الجهات الحكومية المعنية من وزارات وهيئات وكذلك شركات وطنية للحد من تزايد استهلاك الطاقة في قطاعات المباني والصناعة والنقل البري. وتشمل الحملة الجديدة 24 مدينة ومحافظة هي (الرياض، الخرج، مكةالمكرمة، جدة، الطائف، المدينةالمنورة، ينبع، الدمام، الظهران، الخبر، القطيف، الأحساء، حفر الباطن، بريدة، عنيزة، حائل، سكاكا، عرعر، تبوك، أبها، خميس مشيط، جازان، نجران، والباحة). ويبلغ حجم أسطول المركبات في السعودية نحو 12 مليون مركبة، تمثل المركبات الخفيفة 82% من إجمالي حجم هذا الأسطول، منها 2.2 مليون مركبة تجاوز عمرها الزمني 20 عاما، ويبلغ معدل الاستهلاك اليومي لأسطول المركبات من البنزين والديزل نحو 811 ألف برميل، ما أسهم بشكل رئيس في بلوغ معدل استهلاك قطاع النقل نحو 23% من الاستهلاك الإجمالي للطاقة في المملكة. ويتوقع استمرار نمو أسطول المركبات للأعوام القادمة، ليصل بحلول عام 2030م إلى أكثر من 26 مليون مركبة، وارتفاع معدل استهلاكها اليومي من البنزين والديزل إلى نحو 1.8 مليون برميل، وذلك في حال عدم اتخاذ إجراءات عملية لرفع كفاءة استهلاك الطاقة والحد من الهدر غير المبرر. وتأتي حملة المركبات كمرحلة ثالثة ضمن عدة حملات توعوية بدأ المركز السعودي لكفاءة الطاقة تنفيذها وتستمر على مدى ثلاث سنوات، وكانت بدايتها بحملة التكييف في شهر مايو الماضي وهدفت الى توعية الجمهور بشأن السلوكيات والخطوات البسيطة لكيفية ترشيد استهلاك المكيف للطاقة، وبالتالي تخفيض فاتورة الكهرباء. ثم حملة العزل الحراري التي انطلقت في شهر أكتوبر الماضي، التي تتركز حول أهمية وفوائد العزل الحراري في المباني، بهدف توعية المواطنين بأهمية العزل الحراري للمباني والآثار الإيجابية المترتبة على استخدامه، والفرق الذي يلمسه المواطن بين المبنى المعزول وغير المعزول. وتستهدف هذه الحملات في مجملها رفع الوعي ونشر ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة لدى المجتمع من خلال تسليط الضوء على آثار ترشيد الاستهلاك على جميع الفئات. وتنتهج حملة المركبات أساليب متنوعة ومتعددة في إيصال رسائلها للجمهور، حيث تستخدم أبرز الوسائل الإعلانية لتصل إلى كافة مناطق المملكة، بالإضافة إلى استخدام جميع الصحف الورقية والإلكترونية، ولوحات الطرق، وأبرز الفضائيات والإذاعات والشبكات الاجتماعية والمواقع الشهيرة. وأكد المركز السعودي لكفاءة الطاقة الذي أنشئ بقرار من مجلس الوزراء في 2010، أنه يهدف إلى ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، وتوحيد الجهود بين الجهات الحكومية وغير الحكومية في هذا المجال، وهو ما يسهم في دعم والمحافظة على الثروة الوطنية من مصادر الطاقة بما يعزز التنمية والاقتصاد الوطني ويحقق أدنى مستويات الاستهلاك الممكنة بالنسبة للناتج الوطني العام والسكان.