يرى عدد من خبراء الكرة السعودية أن عودة الأخضر بخفي حنين من المعترك الآسيوي الأخير، يعود لنضوب المواهب في العقد الأخير، ولتواضع إمكانات القائمين على الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية في الفئات السنية، إضافة إلى جملة من الأسباب طرحتها «عكاظ» على مائدة النقاش مع الثلاثي الوطني عادل الثقفي وأحمد سالم ورياض عمرو، الذين شخصوا العلة واقترحوا روشتة الدواء للمنتخب الوطني والرياضة السعودية إجمالا. يرى المدرب السابق عادل الثقفي أن السبب يكمن في تراجع إنتاج الأندية للمواهب ولقلة الاهتمام بهم كما في السابق، وأضاف عندما نتذكر موهبة خرافية بحجم يوسف الثنيان أفرزتها مدارس الأندية في الزمن الجميل ونقارنها بالمواهب اليوم ندرك حجم الفارق في نوعية ما تصدره الأندية من نجوم. ومضى يقول الكرة السعودية تعاني وعليها أن تعود إلى أرض الواقع وتبدأ من الصفر، وأن تولي عنايتها للأكاديميات والمدارس والفئات السنية، وذلك هو الحل الأمثل الذي يمكن أن يحقق النجاح لأندية الوطن. وأضاف تولية المهمة لمدربين وطنيين أكفاء من أصحاب الخبرة، ممن يملكون شهادات تدريبية معتمدة من لجان دولية يسهم قطعا في إحداث تغيير واسع على هذا المستوى من شأنه تقديم مواهب مميزة ذات مستوى رفيع من الجودة، لأنهم ببساطة يعرفون البيئة وماذا يمكن أن يقدم هؤلاء وكيفية التعاطي معهم. ومضى يقول إن على الاتحاد السعودي أن يهتم أولا بالقاعدة وأن يعين مسؤولا في كل الأندية للرقابة على هذا الجانب، لأن الأندية هي من تغذي المنتخبات وهي مطالبة بعمل استراتيجية بعيدة المدى لمصلحة الكرة السعودية. أما الحارس الدولي السابق أحمد سالم فقال: علينا أن نعترف أولا بأننا لسنا الأفضل ولسنا من يسود الكرة الآن، وبرأيي أن سبب تدهور الكرة السعودية وخروجها مبكرا من البطولات القارية والعالمية يعود لخلل في نظام الاحتراف الذي لم يطبق بحذافيره، ينبغي على اللاعب أن يضع في حساباته أن الملايين التي يتلقاها يجب أن يقابلها عملا مماثلا وعليه واجبات يجب القيام بها تجاه ناديه ووطنه، مع الأسف الروح غائبة في جيل اليوم، كان لدينا لاعبون قتاليين سابقين أمثال ماجد عبد الله وصالح النعيمة وأحمد جميل وغيرهم من النجوم، وأستغرب أن لا يسند لهؤلاء الإشراف على المنتخبات، هم لاعبون مروا بظروف نفسية وأمور صعبة ومع ذلك كانوا يجلبون الذهب والإنجازات، وليس كما هو الحال الآن بمجرد التعرض لأي ظرف تجد اللاعب يتخاذل وينسحب ويتراجع مستواه. بدوره قال نجم الاتحاد السابق رياض عمرو: تظل أسباب الإخفاق على كافة المستويات في الكرة السعودية، عدم إلمام اللاعب الحالي بواجباته، ومع الأسف تشعر بأنه لم يعد لديه انتماء، والاحتراف لديه مال فقط ووظيفة، والواقع عكس ذلك، فالاحتراف يعني تنمية الموهبة والشعور بالانتماء والقتالية وتقديم الأفضل، وما يحدث أمر مخجل، اللاعب يقبض الملايين والمكافآت ولا يقدم ما يوزاي ذلك. وأضاف كانت الكرة السعودية آواخر التسعينات الميلادية حبلى بالنجوم الأفذاذ المخلصين لشعار الوطن والنادي، كانت الجماهير تشعر أنهم يلعبون من أجلهم يحترقون من أجل الوطن ولرفعة سمعة الكرة السعودية عاليا، وأضاف أن كثيرا من الأمور يقابلها تقاعسا من القائمين على رياضة الوطن متمثلة في بذل الجهد والعمل على الارتقاء الذي يجب أن يكون ديدن جميع الرياضيين والعمل على تلك الأصول مطلب؛ لأن الكرة تحتاج منا إلى عمل متواتر من شأنه يعيد الأخضر للواجهة. واقترح عمرو مجموعة من الحلول لإعادة الهيبة المفقودة، وقال: من الضروري بما كان أن يكون العمل مدروسا وبعيدا عن أي مجاملات ينطلق من اختيار العناصر المؤهلة لاكتشاف المواهب والبحث عن سبل نبذ التعصب ودرء المجاملات وتطويع الإمكانات الكبيرة لخدمة الأخضر قبل الأندية وتحفيز اللاعبين لذلك.