شهدت جبال محافظة فيفاء شرق منطقة جازان مساء أمس أمطارا غزيرة استمرت لأكثر من أربع ساعات وتسببت في احتجاز مواطنين وقطع طرق رئيسية وفرعية، فيما خلفت انهيارات متتالية أدت إلى جرف السيارات وإلحاق أضرار بالممتلكات والمدرجات الزراعية. إلى ذلك، جرفت السيول مركبة بالهيجة ونجا قائدها، في حين ألحقت الانهيارات الصخرية أضرارا بكثير من المركبات، فيما نقلت فرق الدفاع المدني والإسعاف مريضا بالجوة احتجزته السيول. وناشد أهالي فيفاء الجهات المعنية مباشرة حصر الأضرار التي سببتها الأمطار ولحقت بالمركبات والمدرجات الزراعية والمنازل. بدوره، وجه محافظ فيفاء محمد الغزي باستنفار فرق الطوارئ وبمتابعة الجهات الحكومية في الميدان للوقوف على ما سببته الأمطار وفتح الطرق وإزالة الانهيارات وتنظيف الطرق من الصخور والأتربة والاطمئنان على المواطنين ومساعدتهم. وأكد ل(عكاظ) رئيس بلدية فيفاء الدكتور سالم منيف، استنفار البلدية جهودها لفتح الطرق بشكل سريع ومباشرة خمس فرق ميدانية لفتح الطرق الرئيسية والفرعية. من جهتها، حذرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان من استمرار تعرض المنطقة لسحب رعدية ممطرة بعد هطول الأمطار على مواقع عدة في المنطقة. وانتقد عدد من المواطنين بلدية فيفاء وإدارة الطرق، مشيرين إلى أن المشكلة تتزايد بسبب تزايد هطول الأمطار، نسبة لوجود صيانة للطرق دون وضع حلول للمشكلة، في وقت تتجاهل بلدية فيفاء وإدارة الطرق في جازان معاناة المواطنين في إصلاحه وسفلتته، حيث سبق أن تقدم الأهالي بشكوى إلى إدارة الطرق والنقل والبلدية وإلى المحافظ يوضحون فيها حجم معاناتهم ولكن دون جدوى. من جهة ثانية، احتجزت سيول وادي ضمد المنقولة عقب الأمطار التي هطلت أمس الأول على المناطق الجبلية عددا من المواطنين لساعات طويلة على الطريق الموصل بين القمري ومحافظة ضمد بمنطقة جازان، السيول الجارفة منعت عبور سيارات المواطنين وأجبرتهم على العودة إلى منازلهم، فيما حذرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان من استمرار تعرض المنطقة لسحب رعدية ممطرة. وأوضح شهود عيان أن السيول فاجأت المواطنين في وسط الوادي، وقال المواطن إبراهيم سعيد إن عناية الله أنقذته من السيول الجارفة قبل أن يصل إلى بر الأمان، فيما تدخلت فرق الدفاع المدني بضمد لإنقاذ بعض المحتجزين. وطالب عدد من الأهالي باستحداث جسر على الطريق ينهي معاناة العابرين المتكررة مع هطول الأمطار في كل عام، وفي المقابل ردمت فرق الدفاع المدني بمحافظة ضمد حفرة عميقة أحدثتها سيول أمس الأول بعمق أربعة أمتار كانت تشكل خطرا على المارة. إلى ذلك، أوضح ل(عكاظ) المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان بالإنابة الرائد محمد آل صمغان، أن المنطقة شهدت مساء أمس هطول أمطار متفرقة شملت محافظات هروب والعيدابي والداير بني مالك وفيفاء والعارضة وأحد المسارحة والحرث والريث وعددا من المراكز والقرى التابعة لها سال على إثرها وادي خلب ووادي المحاطة ووادي السلمين ووادي ليه، مبينا بأن جميع تلك الأودية تجري في مجراها الطبيعي، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني متمركزة حاليا في تلك الأودية لتحذير الناس ورفع تقارير عن الحالات. ودعا آل صمغان المواطنين والمقيمين بالمنطقة إلى عدم النزول لبطون الأودية والمجازفة بأرواحهم وإلى البعد عن مجاري الأودية، خصوصا مع وجود سيول منقولة قد تتدفق بكميات هائلة وتجرفهم. وفي مركز القفل جرفت سيول وادي المغيالة مركبة تقل شخصين في عقدهما الرابع، حيث تم العثور على الأول وهو في حالة إعياء شديدة، فيما لايزال البحث جاريا عن الثاني الذي اعتبر في عداد المفقودين. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في جازان بالنيابة الرائد محمد بن صمغان، أن الدفاع المدني في صامطة تلقى بلاغا حول فقدان شخصين جرفتهم سيول وادي المغيالة، وتم على الفور انتقال فرق الإنقاذ والإسعاف إلى الموقع، حيث تم العثور على شخص في حالة إعياء وحالة مستقرة، ولايزال البحث جار عن آخر يعد في عداد المفقودين حتى إعداد هذا التقرير.