المراكز الصحية في الاحياء مجرد مبان بلا معان.. صروح مشيدة لكنها تفتقر الى بعض الاقسام الهامة التي لا يستغني عنها مريض مثل اجهزة الاشعة واقسام الاسنان واللثة. ليس الامر يقف عند هذا النقص كما تقول مراجعات فهناك سوء معاملة وتواضع في الاداء ما يستوجب من الجهة المختصة التحرك السريع لمعالجة الامر قبل معالجة المرضى.. أم عبدالله التي راجعت احد المراكز الصحية في جدة تقول ان مركز الحي الذي تقطن فيه يحتاج الى عناية ومراقبة صارمة حيث تفتقر الى ابسط المقومات مثل الاجهزة والمعدات اللازمة أضف الى ذلك عدم انضباط العاملين وتغيبهم المستمر اذ يشكل الاطباء غيابات يومية في ساعات الذروة والمأمول من وزارة الصحة زيادة الكوادر الطبية خصوصا اطباء الاسنان والعمل على توفير الاجهزة الحيوية. مختبرات وعظام وأسنان سليمان الكريمي يرى أن المركز الصحي -كمفهوم- جيد وممتاز ولكن الحال يختلف تماما على ارض الواقع فالمراكز بحالتها هذه لا تمثل غير نسبة محدودة من الفاعلية والنجاح. يضيف الكريمي قائلا: نتوقع ان المركز انشئ اصلا لعلاج كل الامراض بمختلف تخصصاتها ويفترض ألا نحتاج الى تحويل للمستشفى العام الا في الحالة القصوى والحرجة لكن الواقع غير ذلك فالمراجع يضطر الى مراجعة المستشفى العام بسبب غياب الاطباء وتواضع نوع الخدمة وافتقار المركز لاقسام حيوية مثل العظام الى جانب الفقر في اجهزة الاشعة والموجودة منها لا تعمل ولا توجد اجهزة تحليل دقيقة والمريض لا يثق في نتائج الموجودة منها ما يضطر المريض مراجعة المختبر الاقليمي. غائبون عن الدوام محمد سليمان من جانبه يشكو من حالة المراكز ويضيف: في الفترة الاخيرة وبعد تغيير الدوام بدأنا نعاني من تسيب الكوادر الطبية ولا نجد أغلبهم اثناء الدوام.. يأتون ويبقون في الدوام ساعات محدودة ويغادرون بعد الظهر.. والمراجعون لديهم التزاماتهم ويدفعون ثمن تسيب بعض المراكز.. والمراجع يضيع وقتا ثمينا في انتظارعودة الغائب الذي قد يأتي او لا يأتي. ويتدخل سليمان الكريمي ويشكو من معاملة الممرضات وقسوتهن مع المرضى وكانهن صاحبات فضل على المريض كما ان ذات المعاملة يجدها المراجع من الاطباء انفسهم. اختلاف في الجودة حنان عبدالله تتحدث بصراحة عن واقع المراكز وتضيف الى ما سبق أن أوضاعها تختلف من مركز الى آخر في المعاملة والخدمات، فمثلا تجد مركزا جيدا في الخدمة والمعاملة واخر سيئا في الجوهر والمظهر ولا يقدم خدماته الصحية بالصورة المطلوبة. وتؤكد حنان أهمية المعاملة الحسنة للمريض الذي قد يجد نصف العلاج من خلال التعامل الطيب من الاطباء وكافة العاملين في المركز. وبالعودة لمحمد سليمان.. فإنه يطالب بتنويع تخصصات الكادر الطبي في كل مركز ويتفق مع أم عبدالله في النقص الحاصل لأطباء الاسنان ويتمنى اعادة النظر في الاوضاع التي تحدث اثناء مواعيد التطعيمات وبرامجها. «عكاظ» نقلت معاناة المراجعين والمرضى مع المراكز الصحية إلى مساعد مدير الشؤون الصحية للصحة العامة الدكتور خالد باواكد الذي أكد على أن المراكز الصحية تقدم خدمات صحية شاملة وأساسية والرعاية المستمرة لأفراد المجتمع. كما أكد على أنه يوجد في كل مركز صحي عدد مناسب وكاف من الأطباء في مختلف التخصصات حيث يوجد في المراكز استشاريون وأخصائيو طب أسرة وأطباء عموم وأسنان.. بالإضافة إلى التخصصات الطبية المساعدة كالتخصصات الفنية في الأشعة والتمريض والمختبر والصيدلة وبالنسبة للمستلزمات الطبية يشير باواكد الى أن إدارة الصحة العامة تتابع المراكز الصحية بشكل دائم ومستمر وتتم تغطية أي نقص في المستلزمات والتجهيزات الطبية والدوائية في أي قسم ومعظم المراكز تتوفر بها أقسام مختبرات وأشعة تقدم خدماتها للمرضى والمراجعين بكل كفاءة. مبان نموذجية مساعد مدير الشؤون الصحية للصحة العامة الدكتور خالد باواكد يؤكد مجددا ان محافظة جدة والمناطق الطرفية التابعة لها حظيت بعدد من المباني الجديدة والنموذجية للمراكز الصحية التي تم بناؤها على أحدث طراز كما توجد لدى الشؤون الصحية خطة لبناء مجموعة أخرى من المراكز النموذجية مع الاستمرار في تنفيذ الخطة المرحلية إلى أن يتم اكتمال بناء مراكز جديدة في جميع الأحياء. وفي اجابة على سؤال عن الدورات والمؤتمرات الطبية التي تقدم للأطباء أجاب الدكتور باواكد «لدينا مجموعة كبيرة من البرامج التدريبية وبرامج التعليم الطبي المستمر التي تتم إقامتها وتنفيذها في مركز التدريب التابع لإدارة الصحة العامة في مركز صحي الحمراء مع منح المتدربين من أطباء وفنيين وممرضين ساعات تعليم طبي مستمر معتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ويتم السماح للأطباء الراغبين بحضور المؤتمرات الطبية المحلية والدولية وفق معايير محددة بعد موافقات الجهات المعنية».