قهر عدد من الأطفال الإعاقة، وأطلقوا لأنفسهم العنان نحو الإبداع والتألق، على الرغم من الصعوبات التي يعانونها في التعلم والنمو والتكيف الاجتماعي والعلاج، وباتوا قادرين على التعبير عما يعانونه بكافة الفنون، مؤكدين أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مليئة بالمبدعين والمواهب التي مازالت تبحث عن مركز خاص لاحتضانها، وتوجهها وتصقل قدراتها. فالطالبة الموهوبة ماجدولين تغلبت على التوحد وهو العجز في التواصل الاجتماعي واللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي نتيجة الاضطراب العصبي، وكشفت عن موهبتها وفنها الذي وضح من خلال مشاركاتها الفاعلة في فعاليات عدة، إضافة إلى أنها تتقن فن الرسم ولكن كما قالت والدتها هل من معرض خاص موحد يستوعب لوحاتها الفنية ويساهم في إطلاق موهبتها لتصل للعالم المحيط.. أما الموهوبة رزان لم تستسلم لعدم القدرة على المشي نتيجة لتأخر في النمو، فأظهرت موهبة كبيرة في الرسم والاطلاع والقراءة والثقافة العامة، بينما برزت مواهب الطالب مهند باعشن الذي يعاني من إعاقة في النمو والاضطراب الصوتي والنطقي، من خلال قدرته وتألقه في الرسم والتلوين، وتمنت والدته أن يحظى ابنها بالدعم من الجهات المختصة لتسهم في تنمية مواهبة. إلى ذلك، طالب مجموعة من المختصين في علم النفس وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في ختام فعاليات اليوم العالمي للإعاقة 2014 الذي نظمته مركز إثار للرعاية النهارية بدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية، بضرورة احتضان مواهب وإبداع فكري لهذة الفئة والتي تصل مستوى ما أبدع به علماء ومخترعين وفنانين عالميين، وضرورة منحهم الثفة وإلغاء كلمة معاق لأنها تفرد للإعاقة الفكرية التي تقيد العطاء والإبداع. وكشفت نائبة مدير مركز إثار للرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة نجوى عبدالسميع أن المركز يضم مجموعة من الموهوبين والمبدعين وموهوبتهم تنافس مواهب عالمية فئة الأصحاء ويؤكد ذلك أنهم فئة بلا إعاقة فكرية وتحدوا ذلك بإنجازاتهم. وطالبت باحتضان مواهبهم وفكرهم والأخذ بيدهم وإنشاء مركر شامل موحد يضم فنهم ليظهر للعالم وينطلق كما انطلق علماء ومخترعون وفنانون على مستوى العالم مثل إبرهام لينكون والذي كان يعاني من صعوبة شديدة في التعلم وتحدى الإعاقة واستطاع أن يصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدةالأمريكية. وفي السياق ذاته، أوضحت أخصائية التخاطب سهير محمود جلال الدين أن لديها فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز لديهم مواهب عديدة لا يملكها إلا هم وتستحق أن تظهر للعالم وترى النور ولنعطيهم الثقة لتحمل المسؤولية وإطلاق مواهبهم كأي فرد سليم وجد مركزا ومعرضا خاصا يشارك فيه عالميا ويمثل وطنه بفنه وإنجازه. وشددت الأخصائية معلمة قسم التوحد أماني المولد على ضرورة إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة لإبراز كافة نشاطاتهم المختلفة بصورة لائقة بفكرهم المنطلق دون قيود كما انطلق العالم المعروف نيوتن الذي كان يعاني من صفات توحدية شديدة ولديه صعوبة في التواصل مع الآخرين ولكنه اشتهر بقوانين الحركة وقانون الجذب العام (التفاحة). وتؤكد أخصائية قسم التأخر العقلي البسيط إلهام الزهراني أن الإعاقة العقلية تمثل10 % تقريبا وما يعانوه من نمو واحتياج لطرق خاصة في التعليم والتكيف إلا أنهم قابلون للتدريب والانطلاق نحو العالمية وتحمل المسؤولية. من جهته، طالب الدكتور ماجد علي قنش استشاري نفسي وسلوكي وأسري بضرورة إلغاء كلمة معاق والتي لا تطلق إلا على المعاق فكريا كما في الدول الغربية وشدد على تطوير رعاية الموهوبين منهم ورعايتهم وأكد أن منهم من سيحقق إنجازا وعملا عالميا متى ما كان هناك دعم وتدريب ومنحه ثقة وفرصة واحتواء نشاطاته لتكون لديهم ثقافات عالية في عدة مجالات وضرورة التعامل معة كإنسان عادي ليس لديه أي إعاقة ويشارك في كافة المهرجانات كأي شخص سليم.