حول ضباب مفاجئ وكثيف نهار أمس جبال بني مالك بمحافظة الداير شرق منطقة جازان إلى مساء مبكر، انعدمت من خلاله الرؤية الأفقية في أعالي جبال خاشر وعثوان والعريف وشهدان والحشر، وتوقفت الحركة بسبب الضباب في أجزاء من عقبة خاشر. وعمدت الجهات الأمنية إلى نشر دورياتها تحسبا لأي طارئ أو حوادث فجائية وسجلت الداير انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة ليلة البارحة وصلت إلى الصفر وتسببت في برودة الأجواء، وخلو عدد من الشوارع الرئيسية من الازدحام المعتاد، فيما شهد جبل طلان وآل نخيف وحبس تساقط الثلوج في ساعات الصباح الأولى. وبين علي المالكي أحد سكان جبل طلان أن البرد الشديد دفع السكان للبحث عن الدفء في سواحل وسهول تهامة في إجازة نهاية الأسبوع ما أدى لارتفاع كبير في أسعار الشقق المفروشة نتيجة الطلب المتزايد عليها، مشيرا إلى أن شواطئ الشقيق وبيش وجازان شهدت توافد آلاف من الزائرين والفارين من برودة الشتاء القارس في المناطق الجبلية للاستمتاع بدفء شواطئ البحر الأحمر. من جهته استعد مرور الداير بخطة ميدانية مخصصة لموسم شتاء قارص وسط توقعات بفصل بارد يشهد أمطارا موسمية وانخفاضا كبيرا في درجات الحرارة حيث تكتسي جبال المنطقة باللون الأبيض في مثل هذا الوقت من كل عام ولعل من يقف بأعالي جبال بني مالك يدرك مدى جمال الضباب وهو يعانق أوراق وأغصان الشجر ويلامس هواء ونسمات الطبيعة. وفي المقابل كثفت الجهات الأمنية في المحافظة تواجدها في مختلف الطرق والمتنزهات ودعت قائدي المركبات إلى أخذ الحيطة والحذر عند هطول الأمطار والضباب الكثيف حفاظا على سلامتهم من أخطار الحوادث المرورية نتيجة انعدام الرؤية الأفقية في مثل هذه الحالات. صوأوضح محافظ الدير بني مالك محمد بن هادي الشمراني ل «عكاظ» أنه وخلال موجة البرد الحالية لم تسجل أي حوادث مرورية، مبينا أن الجهات الأمنية تقوم بأدوارها المناطة في توجيه قائد المركبات باخذ الحيطة والحذر وخاصة في المرتفعات الجبلية. وبين علي آل سدران أن طوارئ مستسفى بني مالك استنفر كافة إمكاناته البشرية والطبية، مشيرا إلى أن المستشفى استقبل أكثر من 500 حالة خلال الأسابيع الماضية منذ أن ضربت موجة البرد جبال المحافظة وتنوعت الأعراض ما بين زكام وانفلونزا وحرارة، مبينا أنها أمراض طبيعية تحدث أثناء انقلاب الأجواء من صيف لشتاء ودعا الأهالي لالتزام منازلهم وخاصة في فترة المساء حفاظا على صحتهم وصحة أبنائهم.