فوز مريح في توقيت مهم، سجله صقورنا الخضر على كوريا الشمالية، هذا الانتصار اجتمعت فيه كل الألوان، وحقق جملة من الأهداف، أذاب من خلالها نزعة التعصب الرياضي، وأزال التشنج والاحتقان الذي ساد الشارع الرياضي في الفترة الماضية، نتيجة الانكسارات المتتالية والخسائر المتكررة سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية. الانتصار كان أساسه الروح الجماعية، واتحاد اللاعبين، والتوافق مع الجهاز الفني والإداري، والإخلاص من أجل الشعار الأخضر، ونبذ الخلافات بعيدا، والاتفاق بالإجماع على إطلاق العنان للموهبة والإمكانات المختزلة داخل كل لاعب في منتخبنا الوطني، وطمس الصورة السلبية الماضية، وكتابة فصل جديد من فصول الفرح والنجاح، والجميل والأجمل هو أن الجميع استشعروا القيمة الحقيقية للمهمة الموكلة إليهم وكانوا على قدر المسؤولية وظهروا بمستوى يليق بحجم الحب والدعم والتشجيع من الصغير قبل الكبير في هذا الوطن. تخلي «كوزمين» عن قناعاته الفنية في النهج التكتيكي وأسلوب اللعب كان واحدا من أهم أسباب التفوق الميداني، وكفيل بحد ذاته لأن نصفق له مبكرا لإحساسه بالمسؤولية وابتعاده عن العناد والمكابرة وتطبيقه التكتيك الأنسب للاعبي منتخبنا، فشاهدنا نجوما تتسيد دقائق اللقاء وأجزاء الملعب بطوله وعرضه. «أوزبكستان» هي المهمة التالية، واللعب بفرصتي التعادل والفوز سلاح تفوق يمنحنا مزيدا من الثقة لخطف بطاقة التأهل، ولكن في نفس الوقت علينا أن نواصل الحضور والتركيز الذهني العالي، ولا نرتكن لهذه الفرصة وحدها ونتهاون فنعود بخفي حنين.