دافع نبيل البدير مدير عام التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم، عن مدارس تحفيظ القران الكريم وجماعات التوعية الإسلامية من تهمة نشر الفكر التشددي أو المتطرف، مؤكدا أن منهج الوسطية هو المنهج السائد فيها ونبذ التطرف والتحزب والعصبية والانفتاح على الآخرين، كاشفا عن إعداد وزارة التربية والتعليم قواعد تنظيمية لمدارس تحفيظ القران الكريم تمهيدا لاعتمداها، مبينا أن الوزارة تسعى إلى أن يكون طالب التحفيظ يجمع بين حفظ كتاب الله والتميز في جميع العلوم الأخرى باستخدام كل التقنيات الحديثة والأسلوب المعرفي. وأوضح حول الاتهامات التي تظهر بين فترة وأخرى عن مدارس التحفيظ وجماعات التوعية الإسلامية على أنها من تفرخ المتشددين، أن منهج المملكة هو منهج الوسطية وهذا ما يجعلنا محسودين على هذه النعمة العظيمة، وجاء من يستغل أبناءنا بكل الطرق في المساجد والمدارس والجامعات والإنترنت وفي كل مكان، وطالما أننا مستهدفون من هؤلاء الحقدة فيجب أن نتصدى لهذا الأمر بتحصين أبنائنا بالفكر الصحيح والوسطي وتقبل الآخر من أجل التكامل الاجتماعي، ولن نسمح لمن يحاول أن يسرق عقول أبنائنا في التعليم العام أو العالي أو أي مكان، ولا مكان للمتطرفين أو أصحاب الأفكار الضالة بيننا. وأردف: «أطالب بعدم رمي الاتهامات على جهة معينة بأنها السبب وعليه جلب الدليل، والوقاية بالتحصين أفضل من العلاج بعد وقوع المشكلة، ومن كان يقوم برمي التهم على مدارس التحفيظ أو جماعات التوعية الإسلامية فلا يوجد ما يؤكد أو ينفي هذه الاتهامات، وخريجو التحفيظ يلتحقون بجميع الجامعات ومنهم الإعلاميون والمعلمون والموظفون في الإدارات الحكومية والقطاع الخاص». وتابع: «من أهم الأمور التي يجب مراعاته في المدارس أو الجامعات عدم تربية الأبناء على الانتماءات الحزبية والدينية ويجب التركيز على إنشاء جيل مسلم انتماؤه لدينه ووطنه ومليكه بدون أي انتماءات دينية أو سياسية أو حزبية، لأن هذه الأمور سبب الفتنة والفرقة والفساد، ونحن نتعبد الله بالعقيدة وليس بالحزب ونسعى أن يكون زملاؤنا بعيدين عن الانتماءات والتصنيفات، ويكون منهج الوسطية هو السائد كما جاء في الكتاب والسنة ونرى أن التربية على التصنيف تحدث الفرقة وعدم تقبل الآخر وتصل في بعض الحالات إلى نبذ الآخر والتكفير». موضحا أن من أهم البرامج والأنشطة في التوعية الإسلامية والمنهج الرئيسي لها تتمثل في إثراء المعرفة الشرعية وبرنامج القيم لتعزيز الجوانب الحميدة في الطالب، وهناك قيمة تتعلق بالأمن الفكري: قيمة حماية الفكر والعقل والجسد وحفظ الوطن، وهناك برنامج كامل عن الأمن الفكري في برامج التوعية الإسلامية تشتمل على الردود على عدد من القضايا التي يثير الناس فيها الشبهات مثل البيعة والولاء والبراء والوطنية والتعامل مع ولاة الأمر، وسطية الاسلام والتعامل مع غير المسلمين، وهذه البرامج لا تعتمد على التعلم بل على القناعات للطالب من خلال الحوارات وطرح الأسئلة، وأتمنى من الكتاب نقل الصورة الحقيقية عن مدارس التحفيظ بالمملكة وما تقوم به من دور رائد وهام في حفظ كتاب الله وتوسع المعرفة في العلوم الأخرى ونتقبل النقد الموضوعي لأنه سيدلنا على جوانب القصور لحلها.