كانت المجزرة الباريسية كارثة بكل المقاييس، كل دول العالم شرقا وغربا أعلنت الاستنكار. السعودية استنكرت بأشد العبارات هذا الحادث الإجرامي، والمستوى الرسمي كان واضحا في الإدانة والشجب، الأخطر أن هناك أصواتا ذهبت تحاول أن توارب تجاه هذا الحادث، هناك إدانة باردة، ومن ثم تأتي «لكن»، ومن ثم يكون ما بعد «لكن» أسخن وأصدق وأقوى وأكثر تعبيرا عن المكنونات لدى تلك التيارات. هذا الحادث الإجرامي لا يمكن بتاتا أن يبرر بأي شكل من الأشكال، البعض قال إن هذه عاقبة الاستهتار واستفزاز مقدسات الناس، مثل هذه العبارات هي مواربة زئبقية لا تقول شيئا تجاه الحدث واستنكاره ورفضه. من صنف التبريرات الحديث عن الموضوع السوري، وأن التخلي الغربي عن سورية جعل منها حاضنة لبؤر الإرهاب، والثلاثة الذين نفذوا المجزرة كانوا ضمن أجواء العودة من سورية، وهم داعشيون يأتمرون بأمر البغدادي ونهيه. هذه كارثة أخرى أن تسيس المجازر وتعلل بأعذار واهية. اللغة التي يجب أن تقال تجاه هذا الحادث أنه إرهابي وإجرامي ومرفوض ومحل رفض تام، وأن المجزرة دموية استئصالية، ولا يجب أبدا أن نستخدم «لكن» التي يعشقها أهل التبرير والتخدير ممن يتماهون مع أحداث الدم. نحن المسلمين أمام ورطة حقيقية تجاه شبان لديهم ثقافة الدم والإرهاب، وقد ندفع الثمن غاليا بعد أن تتخذ الدول الأوروبية إجراءات كبرى صارمة قد تحد من التلاقح الفكري والسياحي والاجتماعي بين المسلمين والأوروبيين، وهذا يفسر فشل الاندماج لدى مسلمي المهجر. لنواجه المشكلات بشجاعة، من دون برودة تصحب بها الإدانات الباردة.