رغم أن منطقة الباحة حظيت بنصيب وافر من اهتمام الدولة خاصة الصحية وشهدت قفزة نوعية في عدد المستشفيات والمراكز الصحية، إلا أن نوعية ومستوى وكفاءة الخدمات ظلت محل جدل بين المواطنين. ويرى خبتي الدميني أن الخدمات الصحية من منشآت وكوادر طبية في المنطقة متوفرة إذ أنشأت المستشفيات والمراكز الصحية مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وبأفضل الأطباء المتخصصين ووفرت الأدوية اللازمة، والتي تقدم بالمجان، لكن تبقى نوعية وجودة الكادر الطبي مصدر تساؤل، كون التعاقد مع طبيب أو فني بأجر منخفض ينعكس على رداءة الأداء وسوء الخدمة وتفاقم الأخطاء الطبية. ويتذكر عادل الزهراني الخدمة الصحية للباحة التي بدأت منذ عام 1365ه. لافتا إلى أن مستشفيات المنطقة وصل عددها أكثر من عشر مستشفيات منها مستشفى الملك فهد بالباحة المستشفى المرجعي لمختلف مستشفيات المنطقة الذي أنشئ عام 1401ه، وتم تشغيل المستشفى بداية من قبل إحدى الشركات العالمية المتخصصة، مؤكدا أنه بعد رحيل تلك الشركة تراجع أداء المستشفى ولم يعد على ذلك المستوى، متسائلا لماذا لم تتحقق التراكمية والأداء النوعي في مستشفيات ومراكز المنطقة. وعزا فيصل صمهود ضعف الأداء إلى ضعف لجان التعاقد وقبولها بأنصاف الحلول مراعاة لمستوى الأجور، علما بأن الدولة تنفق مليارات لتأمين صحة وسلامة مواطنيها. وتساءل عبدالله الغامدي عن سر تعثر البرج الطبي منذ خمسة أعوام وتأخر تشغيل مستشفى المخواة، وتعثر مركز الأسنان في الباحة، مشيرا إلى تفاقم الشكوى من الأخطاء الطبية. من جهته أوضح المتحدث الرسمي في صحة الباحة أحمد معيض الزهراني أن صحة الباحة تقدم خدمة الرعاية الأولية للمواطنين من خلال 102 مركز صحي بأفضل أنماط الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن عدد مستشفيات منطقة الباحة بلغ 10 مستشفيات منها 8 عامة واثنان متخصصة وهي مستشفى الملك فهد بالباحة بسعة 320 سريرا، ومستشفى بلجرشي العام بسعة 300 سرير، ومستشفى المخواة العام في مبناه القديم بسعة 70 سريرا، ومستشفى قلوة العام بسعة 55 سريرا، ومستشفى العقيق العام بسعة 50 سريرا، ومستشفى المندق العام بسعة 50 سريرا، ومستشفى القرى العام بسعة 50 سريرا، ومستشفى الحجرة بسعة 50 سريرا، ومستشفى الصحة النفسية بسعة 100 سرير (متخصص)، ومستشفى النقاهة والعلاج الطبيعي بسعة 90 سريرا ( متخصص)، لافتا النظر إلى أن إجمالي عدد الأسرة 1135 سريرا، مؤكدا أن جميع هذه المستشفيات تقدم الخدمات العلاجية وفق معايير الخدمات في جودة الخدمات الصحية. وبين الزهراني أن مشروع البرج الطبي تم طرحه على أساس برج عيادات والتصميم المنفذ يدل على ذلك وتم اعتماد المشروع بتكلفة أولية (43 مليون ريال) ولم تكن تكفي إذ كان أقل العروض المقدمة ( 100 مليون)، وتم ترسية المشروع بعد تخفيض وتأجيل بعض البنود لحين رصد الميزانيات الكافية لاستكماله، مؤكدا أنه شكلت لجان لهذا الغرض وأقرت بأن يكون هذا البرج توسعة لمستشفى الملك فهد بالباحة ونقل العيادات إليه تمهيدا لعدة مشاريع تطويرية ملحة داخل المستشفى. وأشار إلى أن نسبة الإنجاز في مشروع مستشفى المخواة الجديد بلغت 85 بالمائة وتبلغ سعته السريرية 200 سرير، ويحتوى على تخصصات طبية ضمن نطاق مستشفيات 200 سرير، حيث يخدم مستشفى المخواة الجديد قطاع تهامة بما فيها المحافظات المجاورة لمنطقة الباحة، كما أن التجهيزات الطبية وغير الطبية للمستشفى الجديد تحت إجراءات الترسية، وعن مركز طب الأسنان الجديد النموذجي أوضح أنه تم اعتماده منذ نحو أربع سنوات، وكان موقعه يتعارض مع الخط الدائري الجديد لمدينة الباحة، ولم تكتشف صحة الباحة هذا التعارض إلا بعد استلام المقاول الموقع وتخطيطه والبدء في الإجراءات الأولية للبناء فتوقف عن العمل بشكل إجباري، مؤكدا أنه تمكنت الشؤون الصحية بمنطقة الباحة من إيجاد مكان آخر فاختارت جزءا من الموقع المخصص لمركز صحي الباحة وذلك بعد أربعة أشهر ثم حدثت معارضة من بعض أهالي الباحة في الموقع، وبعد تدخلات من المجلس البلدي وإقناع المعارضين تم الحصول على ترخيص البناء بعد ستة أشهر من المطالبات بين الشؤون الصحية والمعارضين، وتم تسليم الموقع للشركة المنفذة، وكانت السعة الخدمية لهذا المركز 40 عيادة مع خدماته المساعدة والمساندة من أشعة ومعامل وصيدلية ومركز تعقيم وصالات انتظار ومسجد ومستودعات.وأفاد أن مركز الأسنان اكتمل بنيانه ونسبة الإنجاز فيه تصل 70 في المائة، والعمل يسير في مركز طب الأسنان وفي مستشفى المخواة الجديد بشكل سريع ومطابق لمواصفات الوزارة ويحظى بمتابعة مستمرة من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة حسين الراوي الرويلي، حيث سبق أن طالب المقاولين بسرعة الإنجاز وأن يكون ذلك مقرونا بالجودة في العمل.