يستغرب الحائليون ألا يتطابق واقع الحال مع مكانة حائل بصفتها عاصمة الشمال وواحدة من كبريات المدن في المملكة التي تشهد نماء يمتد إلى جهتين فقط في ظل توقف الجهة الغربية بسبب جبال أجا التاريخية وجبال السمراء في الجهة الشرقية، حيث تعتبر الجهة الجنوبية منها مدينة جديدة فأحياؤها ومخططاتها التي كانت نشأتها استثمارية بالكامل ما زالت بحاجة لاستكمال بنيتها التحتية من مياه وخدمات ورصف وتشجير حتى تتوازى مع هذا النماء المطرد. أما وسط المدينة ومركزها المتنامي فقد أصبحت منازله بالجملة مركزاً لسكن العمالة وللقادمين من خارج المنطقة، خصوصاً أصحاب الدخول الضعيفة وفي العزيزية والبادية والطريفي وبرزان يصعب على يد الجراح أن تضيف جمالا أو تحسيناً هناك، ويعود ذلك إلى قدم هذه الأحياء وهي ما كانت تعرف بحدود حائل القديم حيث شيدت مبانيها قبل سنين طويلة دون تخطيط دقيق إلا من بعض المنازل الشعبية التي حلت مكان الطينية قبل ربع قرن عند بداية البناء المسلح، وشوارع هذه الأحياء ضيقة ومزعجة ورغم إعادة سفلتة الكثير من شوارعها وإنارتها ونزع ملكيات بعضها لصالح المواقف لأهالي الحي إلا أنه يصعب الوقوف في كثير من الشوارع بجوار المنازل حيث لا يصلح العطار ما أفسده الدهر. أما في شمال المدينة فالأحياء هناك تصرخ وتتألم يوميا لغياب البنية التحتية القوية وغياب التخطيط السكني المتكامل لشوارع الأحياء. فهد الشمري يرى في حائل معضلة مستمرة تكمن في تنفيذ بعض المشاريع التي تغلق شوارع مهمة ومحاور رئيسية حيث يعتبر طريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك عبدالله من الشوارع التي لا تخلو يوماً من الحفر، فيما البثور هي حصيلة الانتهاء من إعادة سفلتة هذه الشوارع ورغم القناعة بأن كل ما ينفذ لصالح المواطن إلا أن الشكوى تظل من طول التنفيذ وإغلاق شوارع الأحياء الجديدة التي يفترض أن يتم فتحها بعد اكتمال الشبكات والخدمات ومع ذلك لم تسلم من الحفر. ويضيف علي العبوش: الازدحام اليومي يشكل هاجسا مزعجا ومستمرا في حائل ففي الدائري الجنوبي التصقت محلات جديدة بجانب الدائري، وربما يتحول لشارع تجاري بسبب الارتداد الخاطئ في منح رخص البناء سواء للاستثمار أو المرافق الحكومية الأخرى نظرا لما تشهده المنطقة من أعداد هائلة من المركبات والشاحنات الكبيرة والصغيرة في ظل عدم وجود شوارع موازية يتم تحويل المركبات إليها. يقول أحمد التميمي: الشوارع ضيقة والدائري أصبح ضيقا فالتنمية العمرانية الكبيرة التي تعيش بها حائل أثرت على محاور المدينة الرئيسية فقد غاب التخطيط المستقبلي لشوارع المدينة، حيث تشاهد في شوارع الثلاثين والجامعيين وبرزان زحاما كبيرا ويشكل هاجسا يوميا للسكان في ظل عدم وجود أفكار جديدة من الأقسام الهندسية في حل المعضلة. ويتفق شاهر الشمري ويقول حائل سقطت في العشوائية التي نحن الآن نجني ثمارها التي قتلت حائل من الوريد للوريد. وطالب التميمي وفهد الشمري أمانة المنطقة بتنفيذ رؤيتها التي أعلنت عنها عبر موقعها الالكتروني، وقال: نحن نبحث عن تنفيذ إجراءات بشكل فوري خدمة لهذا الوطن الذي يبحث عن انجاز ملموس وليس أقوالا تنتهي في الهواء. في المقابل، وجهت أمانة منطقة حائل استبيانا الكترونيا حمل عنوان «عزيزي ساكن مدينة حائل»، وقالت: إيماناً من أمانة منطقة حائل بأهمية آرائكم في الارتقاء بمستوى جودة المعيشة، فقد خصصنا الاستبيان التالي لقياس مدى رضاكم عن جودة خدماتنا، ويحمل لنا اقتراحاتكم التي سنسعى بكل طاقتنا لتحقيقها، علماً بأن إدارة قياس الأداء الإدارة العامة للتخطيط الاستراتيجي، ستقوم بتحليل النتائج بصفة دورية والاستفادة منها في تحديد أولويات التطوير بالمدينة مما سيؤدي في النهاية إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة لكم. وكشفت أمانة منطقة حائل أن رؤيتها ترتكز في تطوير منطقة حائل لتصبح منطقة متميزة في عمرانها ومرافقها وخدماتها بما يناسب مكانتها الحضارية العريقة وثقلها الاقتصادي الاستراتيجي وإمكانياتها السياحية المتنوعة. وأشارت إلى أن رسالتها هي تخطيط وتوجيه التنمية العمرانية للمدن والقرى والهجر في الحاضر والمستقبل، وتقديم خدمات الأمانة الراقية والمتميزة التي تحقق صحة البيئة وسلامة وراحة الساكنين ورفاهيتهم.