شيع أهالي تبوك أمس، المعلمات الأربع اللائي قضين في حادث سير أثناء عودتهن من مدارسهن في مركز المويلح أول من أمس، كما توفي سائق الحافلة التي تقلهن لاصطدامها مع سيارة نقل أعلاف على طريق شرما - تبوك قرب جسر (شكاعة)، فيما أصيبت معلمتان ونقلتا لتلقي العلاج في مستشفيي الملك خالد والملك فهد في تبوك. وأعرب المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة تبوك الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان عن خالص تعازيه ومواساته وكافة منسوبي التربية والتعليم بمنطقة تبوك لأسر وذوي المعلمات أسماء العنزي، ليلى العنزي، أمجاد البيشي، نوره الحويطي، سائلا الله أن يتغمدهن بواسع رحمته ويسكنهن فسيح جناته، وأن يمن على المصابتين بالشفاء العاجل. وكان الدكتور اللحيدان ومساعده الدكتور عمر أبوهاشم وعدد من مديري الإدارات وجمع من التربويين أدوا الصلاة على المعلمات المتوفيات ظهر أمس، في جامع الدعوة بتبوك وشاركوا في تشييعهن لمقبرة تبوك. إلى ذلك، واسى الدكتور اللحيدان في وفاة المعلمة هدى الغشمري التي انتقلت إلى رحمة الله في منزلها أمس، وأعرب في اتصال هاتفي أجراه مع شقيق الفقيدة عن عميق حزنه، سائلا الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته. بدوره، بين ل(عكاظ) خالد إسماعيل البلوي (صاحب الشركة المتخصصة بنقل المعلمات) أن سائق الحافلة المتوفى فايز العطوي (45 عاما) يعمل معهم منذ سنتين، مشيرا إلى أن طريق المويلح - تبوك كانت الرحلة الأولى له بعد أن كان ينقل المعلمات من وإلى محافظة تيماء. وذكر البلوي أن جميع حافلات الشركة هي من طراز 2014، مشيرا إلى أن ما حدث ما هو إلا قضاء وقدر، بعد أن ارتطمت الحافلة بناقلة أعلاف ما أدى إلى انقلابها. وفي السياق ذاته، خيم الحزن على أهالي تبوك بعد حادث المعلمات، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي رسالة تواصل بين إحدى المعلمات اللاتي توفين وابنها، كتبت فيها «يا ولدي ترا مفتاح الباب تحت الطبلون.. إن شاء الله لمن طلعت من المدرسة بدري سويت غداكم.. لا تزعج إخوانك راقدين، احتري السواق أنا، استودعتك الله». وانتشر الأسى بين معلمات وطالبات مدرسة المويلح الابتدائية التابعة لمحافظة ضباء، حينما استقبلن نبأ وفاة المعلمات أسماء وليلي العنزي ونورة الحويطي وأمجاد البيشي، اللائي انتقلن إلى رحمة الله تعالى على طريق شرما تبوك وذلك في بداية أول يوم للاختبارات الدراسية للفصل الدراسي الأول. وتحدثت ل(عكاظ) سلوى العبيدان مديرة المدرسة التي تعمل بها المعلمات المتوفيات وهي تجهش بالبكاء قائلة: «أنا الآن بمثابة الأم التي فقدت بناتها الأربع، لقد وجدت فيهن أروع صور الطموح التعليمي العالي وعطفهن العميق على بنات المدرسة وبخاصة الفقراء»، مشيرة إلى أن المعلمة ليلي العنزي متزوجة ولديها بنت وولد في عمر الزهور ويعد تعاملها راقيا مع الكل وهي محبوبة من كل الطالبات وبخاصة الصفوف الأولية لعطفها الدائم على الصغار». منوهة في حديثها أن من كانت تعطف عليهن في مدرستها مجموعة من الطالبات اللائي فوجئن بخبر وفاتها وتساءلن قائلات: «يا أستاذه سلوى صح ماتت الحنونة؟». وبينت أن المعلمة أمجاد البيشي عزباء وهي من أفضل المعلمات من جميع النواحي، مشيرة إلى أنها كانت تناقش خطة الفصل الدراسي الثاني معها، موضحة أن المعلمة نورة الحويطي تعد المعلمة المنتدبة ليوم واحد بمدرستها وتعمل معلمة في ثانوية المويلح وهي رائعة في تعاملها على حد تعبيرها. فيما قالت مديرة مكتب الإشراف بمحافظة ضباء آمال فهمي البوق: «نحتسبهن عند الله شهداء، لأنهن قبل الفجر منهن من يودعن أطفالهن وأهلهن ويقطعن ما يقارب خمسمائة كيلو متر ذهابا وأيابا لإتمام رسالتهن التعليمية في قرية المويلح ونحن نعزي أنفسنا قبل أن نعزي ذويهن في هذا المصاب الجلل وندعو الله العلي القدير أن يتغمدهن بواسع رحمته ويلهم ذويهن الصبر والسلوان».