تشن الآن حملة كبرى من أجل إعادة الدكتوراه للباحث والمفكر السعودي سعيد السريحي، والذي كانت شهادته مدجنة ضمن أزمة الصراع حول الحداثة التي امتدت طوال عقد الثمانينات، وجامعة أم القرى لم تبرر قانونيا -حتى اللحظة- سبب حجب الشهادة عن السريحي مع أن الشروط الأكاديمية كانت كلها متوفرة في العمل الأكاديمي الذي قدمه، فقط أريد للسريحي أن يعاقب من خلال الجامعة لحساب تيار على آخر. في هذه اللحظة تجاوز سعيد كل الشهادات وذلك من خلال كتبه وأبحاثه التي تعتبر مرجعا لطلبة الدكتوراه والشهادات العليا، لكن نتحدث فقط عن الحق القانوني والنظامي الذي انتزع منه، وهل عقوبة المبدع أن يحارب حين يكون الهجوم عليه من ذلك التيار النافذ في بعض الجامعات المعروفة؟! هناك مشكلة كبيرة وقعت فيها بعض الجامعات، ولا أستثني جامعة الملك سعود أيضا التي وقعت تحت هيمنة من تيار معين من أجل تنحية وإسقاط بعض الأسماء الأكاديمية، التي قد نتفق أو نختلف معها، لكن لا يمكن لأن يعطى تيار الإقصاء والتشدد الفرصة، لانتزاع حقوق الناس والمبدعين الوظيفية والعلمية والأكاديمية. أما جامعة أم القرى فنموذجها واضح من خلال حجب شهادة سعيد السريحي المستحقة بكل اقتدار. كنت قد أجريت مع سعيد السريحي حوارا مطولا في برنامج «إضاءات» وهو منشور في سلسلة كتاب «إضاءات» لمن أراد الرجوع إليه، وفيه يشير إلى تجاوزه ل«قصة شهادة الدكتوراه» غير أن هذا التجاوز الشخصي من قبله لم يسعد أصدقاء كلماته وحروفه، إذ أطلق الهاشتاق الفعال بتويتر «أعيدوا الدكتوراه لسعيد السريحي». ليس من حق أي جامعة أن تنتصر لتيارات الإقصاء لضرب المبدعين، إنه لزمن عجيب أن يكافأ المتشدد بضرب المبدع الخلاق!