تعتبر عمليات تجميل الأنف وإصلاح تشوهاته من العمليات المألوفة عالمياً ويزداد انتشارها بين قطاع واسع من المرضى وخاصة السيدات لدوافع متعددة منها الناحية الجمالية أو لمعالجة تشوهات نتيجة حادث قديم أو تشوهات خلقية عادة تذهب المريضة إلى جراح تجميل الأنف وفي ذهنها تصور ما عن أنفها الجديد ليبدو كأنف بعض النجمات من المشاهير وتطلب هذا من طبيبها وفي كثير من الأحيان تكون النتيجة صادمة وغير مقنعة وقد يصاحبها ضيق في التنفس نظراً لتنحيف الأنف بصورة مبالغ فيها ولذلك أنصح من يريد إجراء هذه العملية بالتالي: إن الأنف جزء من الوجه ولا يوجد شكل واحد لكل الأوجه وبالتالي تختلف عمليات التجميل من شخص لآخر كي نصل إلى نتيجة يحدث فيها التناسب يبين أبعاد الوجه وبروز الجبهة وعرض الشفاه وطول الذقن وهكذا. الأنف جهاز وظيفي من الداخل وليس جهازاً جمالياً فقط ومن خلاله يتم التنفس وترطيب الهواء وضبط درجة الحرارة والأهم هو حاسة الشم والتي من الممكن فقدها إذا تمت العملية على يد غير خبيرة وكذلك فإن تصريف دموع العين يتم من خلال الأنف ومن الممكن الإضرار بهذه الوظيفة الهامة أيضاً . إن الأنف ليس صلصالا أو حجراً يمكن تشكيله بسهولة إنما هو نسيج حي وبعد العملية تخضع جروحه للالتئام عن طريق أنسجة متليفة قد تؤثر على شكله النهائي مع مرور الوقت. يتكون الأنف من الخارج من ثلاثة أجزاء وهي القسم الأسفل ( مقدمة الأنف) والأوسط والعلوي ( عظام الأنف) وينقسم الأنف إلى نفقين بواسطة الحاجز الأنفي الذي يتكون من غضاريف وعظام رقيقة. إن تحليل مكونات الأنف من الداخل والخارج وتحديد مسببات التشوه سواء كانت اعوجاجاً بالحاجز الأنفي أو بروزاً عظمياً أو تضخماً بغضاريف مقدمة الأنف هو أهم أركان نجاح عملية التجميل والذي يحظى في النهاية برضا المريض أو المريضة. تفهم المريض لهذه العملية ومناقشته مع طبيبه واستيعابه أنه قد يحتاج لجراحة تكميلية مرة أخرى بعد ستة أشهر يساعد كثيراً في ارتفاع درجة الرضا والقبول ويساعد في انجاز المرحلة التكميلية بنجاح إذا لزم الأمر للوصول للغاية المطلوبة. وأخيراً أقول إن جراحات الأنف التجميلية قد شهدت تطوراً في السنوات الأخيرة ولا تزال تشهد الكثير سواء من ناحية الآلات الجراحية أو في أسلوب الجراحة ذاتها أوفي درجة تفهمنا لتأثير كل خطوة يتم إجراؤها على شكل الأنف النهائي ، ففي السابق كان المفهوم السائد في عمليات الأنف التجميلية هو تصغير الأنف عن طريق قطع وإزالة غضاريف الأنف ولكن وجد أنه بعد فترة من متابعة المرضى ظهرت آثار جانبية لهذا الأسلوب الجراحي ولذلك نحن الآن نستخدم أسلوباً حديثاً وهو ما يسمى بتقنية التشكيل بالخيوط الجراحية محافظين بذلك على مكونات الأنف دون إزالة ، وهو ما يسمح بتكرار العملية إذا لزم الأمر أو التعديل في النتيجة أثناء العملية وقبل إفاقة المريض ، وكذلك مراعاة نوع البشرة وسمك جلد الأنف بالإضافة للحفاظ على وظيفة الأنف كممر تنفسي. الدكتور. هشام عبد الواحد استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الأطباء المتحدون