عبدالله غرمان (جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ تنظيم أوقات النوم واحدة من المشكلات التي يعاني منها المجتمع السعودي بكافة شرائحه، وتزداد حدتها بعد الاجازات والمناسبات القصيرة التي ينتظرها أولياء الأمور بفارغ الصبر لالتقاط أنفاسهم من عناء فصل دراسي كامل، حيث يتعود يتاقلم الفرد على تحديد برنامجه اليومي وبالتالي فإن حدوث أي خلل بعد انتهاء الإجازات أمر وارد كرد طبيعي وفسيولوجي. ويرى سعود الزهراني «موظف» أن الساعة البيولوجية لدى الإنسان مرتبطة بفصول السنة، مشيرا إلى أن كثيرا من أفراد المجتمع يعانون من اضطرابات النوم أو الصداع مع انتهاء الإجازة وبدء الدوام، مستشهدا بما واجهه من اضطرابات في النوم عقب نهاية إجازته في فصل الصيف، حيث تعود على النوم بعد صلاة الفجر وحتى أذان الظهر لمدة شهر، وبعد أن انتهت إجازته بدأ دوامه اليومي ولم يستطع النوم مبكرا خلال ليالي الأسبوع الأول من عودته لعمله مما جعله يشعر بالتوتر والأرق طوال أسبوع كامل. واعتبر عبدالعزيز الأحمري «معلم» أن تغيير أوقات الدوام باستمرار وعدم ثباته على منوال واحد من الأسباب المؤدية إلى اضطراب الساعة البيولوجية لدى الإنسان، مبينا أن الموظف عندما يكون دوامه في اليوم الأول صباحا وفي اليوم التالي مساء حينها يختلف نظام نومه واستيقاظه، ويظهر ذلك على الطلاب بعد عودتهم من الإجازات الأسبوعية حيث يعتري عدد منهم النعاس الشديد وخاصة في الحصص الأولى من يوم الأحد لأن الطالب كان يسهر في الليلتين السابقتين إلى وقت متأخر وربما إلى ساعات الصباح ولا يستقيظ بعدها إلا متأخرا وبالتالي يعاني من عدم النوم مبكرا وهو مايجبره على الأرق فيحضر اليوم التالي ولم يأخذ جسده النوم الكافي. وذكر خالد عسيري «موظف» أن فصل الصيف كفيل بإرباك واضطراب الساعة البيولوجية لدى البعض، عازيا ذلك إلى طول فترة النهار في فصل الصيف وقصر ساعات الليل خاصة مع كثرة المناسبات الاجتماعية في الصيف وهو ما يجعل الفرد ينام لوقت قصير من الليل لا يكفي لراحته بالشكل المطلوب وبالتالي الاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى عمله مرهق، وما إن ينتهي من عمله ويعود إلى منزله إلا ويخلد للنوم ثم يستيقظ مجددا ويسهر الليل. وذكر علي هادي أنه يعاني الأمرين في مسألة النوم على وجه التحديد حينما يسافر من مدينة إلى أخرى أو ينام في مكان غير الذي تعود عليه، مضيفا أنه لا يعرف النوم في مستهل ليالي وصوله لمكان جديد عليه حيث يصاب بالأرق الشديد ليومين وربما أكثر قبل أن يبدأ بالتأقلم مع مكانه الجديد. واعتبر النوم في النهار مهما طالت ساعاته غير مفيد للجسم مثل فائدة نوم ساعات الليل الطويلة والتي غالبا ما تكون في فصل الشتاء وهي فترة النوم المفضلة لديه، مفيدا بأنه يستطيع قضاء احتياجات منزله وزيارة أصدقائه في فصل الشتاء وبعدها يخلد للنوم في وقت مناسب بعكس الصيف الذي يعتبره «العدو الأول» للنوم المريح نظرا لقلة ساعات الليل في هذا الفصل. الأخصائي النفسي مسفر المليص أوضح أن الأرق والتوتر وعدم انتظام النوم والسهر المتواصل أسباب رئيسية لاضطراب الساعة البيولوجية لدى الإنسان، مبينا أن التخلص من ذلك يتطلب التقليل من شرب المنبهات مثل القهوة والشاي وتناول كوب من اللبن الساخن الذي يساعد على النوم المتواصل إضافة إلى الحصول على قسط مناسب من الراحة للجسم والعقل وتحديد عدد ساعات النوم في كل ليلة لتكون ما بين 5 إلى 10 ساعات، طبقا لطبيعة حياة الشخص اليومية. وأكد أن الصداع واضطرابات النوم بعد الإجازة شكوى شائعة ولها أسباب عديدة منها السهر وقلة عدد ساعات النوم، موضحا أن هذا العارض المؤقت يزول مع البرمجة الجديدة من خلال تنظيم ساعات النوم وإعطاء الجسم كفايته من الراحة.