يعاني الكثير من الأشخاص بمختلف الفئات العمرية خلال شهر شوال من كل عام من اضطرابات مصاحبة للنوم نتيجة تغير العادات اليومية خلال رمضان والسهر في الليل والنوم في النهار مما يؤدي لاضطرابات متعددة تتشكل إما على هيئة زيادة في ساعات النوم أو أرق وعدم القدرة على النوم في الأوقات المحددة، ويعاني من ذلك الكثيرون خاصة من يحتاجون لسرعة تنظيم نومهم قبل انتهاء الإجازة من الطلاب والموظفين. وحول ذلك أكد مدير مركز تشخيص وعلاج اضطرابات النوم بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض الدكتور أحمد سالم باهمام أن "من الأمور المثبتة في الأبحاث المحلية أن المجتمع السعودي وخاصة فئة الشباب يتغير نظام نومهم خلال شهر رمضان بشكل كبير، حيث يتأخر وقت النوم إلى الساعات الأولى من الفجر، ويتأخر وقت الاستيقاظ إلى ساعة متأخرة من نهار اليوم التالي، وتساهم في هذه العادة الخاطئة عدة عوامل منها المسليات، والتي تزداد بالليل حتى ساعة متأخرة مثل القنوات الفضائية، وتنظيم المسابقات الليلية، وزيادة نشاط الأسواق بالليل، وعشق الناس للسهر مع الأصدقاء حتى ساعة متأخرة". وأضاف: هذه الممارسة الخاطئة تزداد خلال الثلث الأخير من الشهر الكريم، وخلال إجازة عيد الفطر المبارك مما ينتج عنها تغير في ساعات معينة وهي "عادة الليل" إلى الاستيقاظ والنشاط في ساعات أخرى وتسمى "عادة النهار"، فيصبح نهارهم ليلا وليلهم نهارا". وأشار الدكتور باهمام إلى أن هؤلاء وبالذات الطلاب يفاجأون في نهاية الإجازة بأن عليهم النوم في ساعة مبكرة والاستيقاظ في ساعة مبكرة من النهار للذهاب إلى المدرسة أو العمل، وهم بذلك يحاولون أن يستيقظوا في الوقت الذي تطلب فيه أجسامهم النوم". وأوضح أنه "يمكن تشبيه هذه الحالة بالسفر شرقا عبر عدة نطاقات زمنية، كالسفر لليابان مثلا، حيث يعاني بعض المسافرين مما يعرف بالجت لاق (Jetlaq) بسبب الاختلاف السريع في التوقيت بين البلدين، حيث يبدأ اليوم قبل بدئه في بلد الموطن بعدة ساعات، مما يسبب صعوبة للمسافر، حيث عليه أن يقدم وقت نومه واستيقاظه. وقال الدكتور باهمام: أن سرعة التأقلم مع الوضع الجديد تختلف من شخص لآخر. ففي حين أن البعض لا يجد أي صعوبة في التغيير السريع في نظام نومه نجد أن الكثيرين يعانون من هذا التغير لفترات متفاوتة قد تصل إلى أسبوعين أو أكثر، ومن المعلوم عند أخصائي اضطرابات النوم أن تقديم مواقيت النوم والاستيقاظ يكون صعبا جدا مما يصعب من سرعة التأقلم بعكس تأخير النوم والاستيقاظ، والذين يكون التأقلم معهما أسرع، وقد يعاني أولئك من بعض الأعراض خلال الأيام الأولى من بدء الدوام مثل قلة النشاط خلال النهار، آلام في الجسم، والصداع، وتعكر المزاج، ونقص في الشهية، وآلام في المعدة وحموضة، واضطراب الجهاز الهضمي. وأشار الدكتور باهمام إلى عدم وجود أي استراتيجية أو أسلوب علاجي يمكنه التخلص من هذه المشكلة بصورة فاعلة خلال يوم واحد، ولكن لا بد من محاولة الاستعداد للنظام الجديد في النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بدء الدوام. وعن النصائح السلوكية التي قد تساعد على سرعة التأقلم وتخفيف أعراض اختلاف وقت النوم ذكر الدكتور باهمام أنه ينصح الأشخاص بمحاولة تغيير وقت النوم والاستيقاظ عدة أيام قبل بداية الدوام، وتجب الاستفادة من الأيام الأخيرة من إجازة العيد في ذلك وخاصة بالنسبة للأطفال، حيث إن على الوالدين الحرص على تعويد الأبناء على نظام الدوام المدرسي عدة أيام قبل بدء الدراسة، علما بأن محاولة تعديل نظام النوم يجب أن تتم بصورة تدريجية، بالإضافة إلى تجنب الوجبات الثقيلة والدسمة في الأيام الأولى من بدء تغيير نظام النوم حتى تتوافق الساعة الحيوية في جسمك مع التوقيت الجديد. وأضاف الدكتور باهمام: التعرض لإضاءة قوية عند الاستيقاظ لمدة ساعة على الأقل من الأساليب المساعدة على تنظيم النوم. موضحا أن ذلك لا يتطلب البقاء خارج المنزل تحت الشمس، ولكن يمكن التعرض للضوء من داخل المنزل أمام إحدى النوافذ، لأن الضوء هو العامل الأساسي في تحديد الساعة البيولوجية حيث يقوم بخفض مستوى هرمون النوم المسمى ب(الميلاتونين) في الدم. وفيما يتعلق بالأطفال أشار الدكتور باهمام إلى أنه يجب تجنب إثارة الطفل في المساء، والتقليل من الأنشطة التي تسبب الإثارة للطفل قبل موعد النوم بساعتين لمساعدته على تنظيم ساعات نومه.