كثيرا ما ضحكنا من مشاهد في الأفلام ترينا الموظف أو المسؤول وهو يقرأ في الجريدة، وقد كتب على لوحة خلفه (تعال بكرة؟)، وهنا وهناك هذا النوع من الموظفين، وإن كان بدون إعلان خلفه، ما يمكن أن ينجز على يديه من معاملات وأعمال الناس إلا القليل؟ ولحسن الحظ، فإن هناك أناسا (ومن أول نظرة) تتوسم فيهم الخير وكل الخير، كتبت خلفهم لوحة غير منظورة (أبشر)، عندهم استعداد لأن ييسروا ويبشروا، وعندهم رغبة أكيدة في المساعدة، هم فعلا من «الآمنين» إن شاء الله يوم القيامة؟ وهناك موظفون آخرون، إما خوفا من المسؤولية، أو نقصا في الصلاح النفسي، أو فسادا في النشأة، تراهم غير راغبين في المساعدة، وفي كثير من الأحيان غير موفقين للخير، ولا حتى للقيام بالواجبات المنوطة بهم؟ ولقد تعود الناس أنهم عندما يدخلون إلى أي مكتب أو محل تجاري أو دائرة رسمية، ويقابلون المسؤول أو الموظف تعودوا أن يروا أناسا شحيحين حتى في الابتسامة أو الكلمة الطيبة، تحتاج لإنجاز عملهم وقضاء وحوائج الناس إلى معرفة مسبقة أو إلى واسطة أو أن تصطحب معك معرفا وصاحب جاه، فأنت في حاجة قبل الدخول على أحدهم أن تبحث عن أصدقائه ومعارفه ومن يمونون عليه، وتأخذ معك الكثير من (كروت) التوصية وخطابات التعريف، حتى تحصل منه على حقك المشروع أو إنجاز معاملتك السليمة. إذا، الموظف الموفق نعمة على صاحب العمل وعلى المراجع وعلى المجتمع. والمجتمعات الغربية أكثر حظا في تواجد هذا النوع من الموظف المسؤول؟ أما المجتمعات المتخلفة، والتي تربي أبناءها على المداراة والمجاملات والحصول على ما يريدون بكل الطرق إلا الطرق النظامية، فعليها أن تعاني من نقص الموظف الموفق.