(الرياض) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ أشاد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بالنتائج الإيجابية التي خرجت بها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من أجل توطيد العلاقات بين مصر وقطر، مبينا أن هذه المصالحة ذات أهمية كبيرة لحفظها للمصالح العليا لأمة الإسلام ولأنها تبعد المنطقة عن أسباب الشقاق والنزاع، مؤكدا أن استجابة الدولتين جاءت من معرفتهما بإخلاص هذا الرجل ومكانته وأنه أهل لهذا الأمر فاستجابتا له لما يعلمون من نصحه وإخلاصه وحرصه على المصالح العليا للأمة. جاء ذلك في حديث ألقاه البارحة في برنامجه الأسبوعي «ينابيع الفتوى» الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام. وأوضح المفتي أن الإصلاح بين الناس خلق كريم وعمل صالح أمر الله به في كتابه ورغب فيه وبين ما يترتب عليه من الثواب في الدنيا والآخرة، قال جل وعلا «فاتقوا الله وأصحلوا ذات بينكم»، فأمر بتقواه وأن نصلح ذات بيننا، وقد أمر الإسلام بالإصلاح بين الزوجين كما قال تعالى «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير»، وأمر سبحانه بالإصلاح بين الأمم فقال «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ... الآية»، وقال «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون». وأضاف أن الله جل وعلا بين فضل الإصلاح بين الناس وأنه لا يطيقه إلا النفوس الأبية لتسمو إلى معالي الأمور ورفيع الأخلاق فقال «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس»، ويقول صلى الله عليه وسلم «كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة»، ويقول صلى الله عليه وسلم «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ويقول خيرا»، وجاء فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم، (أنه لم يرخص في الكذب إلا في ثلاثة في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة لزوجها) والمعلوم أن الأصل في الكذب أنه محرم ولكن في الإصلاح يكون جائزا لأن في الإصلاح منافع للجميع وهذا التخصيص يبين فضيلة الإصلاح في الشريعة الغراء. واستعرض سماحته فضائل الإصلاح، وقال إن الله سبحانه وتعالى أعطى المصلحين بين الناس نصيبا في الزكاة إذا غرموا من أموالهم فقال «والغارمين وفي سبيل الله» قال العلماء : الغارمون قسمان، غارم تحمل الديون لمصلحة ذاته فيعطى لفقره، وغارم تحمل لمصالح الأمة فيعطى من الزكاة لأجل منفعة الأمة عموما. وأكد المفتي أنه ومما سبق يتبين أن المبادرة التي بادر بها خادم الحرمين الشريفين ليست غريبة عليه وليست الأولى منه فهو دؤوب دائما في الخير وفي الإصلاح بين الناس أفرادا وجماعات، والسعي في ما يقرب القلوب ويبعد النزاع والشقاق، فليس هذا غريبا عليه فله من المواقف المشرفة ما الله به عليم، له مواقف يعرفها الناس إذا تأملوا وتدبروا حاله وجدوا أن هذا الرجل رجل صالح ساع في الخير جهده. وخلص المفتي الى القول إن الإصلاح بين الدولتين الشقيقتين له أهمية كبيرة من حيث تقليل أسباب الخلاف وإبعاد المنطقة عن النزاع والشقاق، سائلا المولى جل وعلا أن يبارك في عمر خادم الحرمين الشريفين وعمله وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه.