(حائل) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ طالب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سطام الأستاذ المشارك في السياسة الشرعية بمعهد القضاء العالي، بتأسيس هيئة مختصة لاستشراف المستقبل والعمل على وأد أسباب الفتن القادمة، مشيرا إلى أن دراسة أسباب الفتن والشبهات والقضاء عليها أحد أهم أسباب حفظ الأمن في البلاد، كون الشبهات والفتن التي ترى اليوم كانت لها أسباب قبل عشرات السنوات، إلا أنه لم يتم دراسة القضاء عليها. وبين خلال لقائه المفتوح مع طلاب وطالبات جامعة حائل أن شبهات الأمر الواقع اليوم هي شبهات الماضي، والتصدي يجب أن يبدأ من اليوم لشبهات المستقبل، مشيرا إلى أن الحرب على سيادة الشريعة هي إحدى مقدمات شبهات المستقبل. وقال: العديد من المغرر بهم مع الجماعات المتطرفة ما هم إلا أناس بسطاء خاوون فكريا، الأمر الذي سهل مناصحتهم وتدريسهم، ومن هنا يجب الانتباه إلى أن من يحارب الإفراط بالتفريط والغلو بالجفاء يخسر الوسطية والاعتدال بشكل مضاعف ومن الجهتين، لذلك فإن التحصين يكون بتتبع الحق وليس بتتبع الشبهات والرد عليها وأيضا بتعلم الحق وقياس الأمور عليه للتعرف ما إذا وقع الإنسان في شبهة أو سلم حسب المسافة التي تفصله عن الحق الذي يعرفه، وأردف في معرض إجاباته على الطلاب: الباطل ليس له قوة ذاتية، وقوته إنما تكون بمقدار تقصير أهل الحق، فلو عمل أهل الشبهات بالقاعدة الفقهية: لا يترك الحق المقدور عليه من أجل الباطل؛ لسقط الكثير من الخبث، ولا يمكن دحض الشبهات بالتجهيل بالدين، وأن تقوية الصلاح أولى وتقدم على محاربة الفساد، مشيرا إلى أن محاربة الفساد دون تقوية الصلاح ذات تكلفة عالية وجدوى ضعيفة، مشددا على ضرورة توزيع الجهود على 80% على تقوية الصلاح و20% على محاربة الفساد، وبذلك يتحقق الإصلاح بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة، كون الاقتصار على محاربة الفساد دون تقوية الصلاح عودة لنقطة الصفر دون استصلاح، فالاستصلاح يقدم على تعجيل العقاب، والحل الوسط ليس خلطا بين الحق والباطل، فهذه هي أنصاف الحلول، والحل الوسط هو في تأجيل بعض الحق اليوم ليستدرك غدا وتقديم المصلحة التي تفوت على المصلحة التي لا تفوت، وتابع: تقوية الصلاح أحد أهم أسباب القضاء على الانحراف والفساد، لذا وجب أهمية معرفة قاعدة التفريق بين الحل الوسط غير الصحيح وهو خلط الباطل بالحق، والحل الوسط الصحيح وهو اتباع الطريق الصحيح للمنهج الإسلامي الذي شرعه الله سبحانه، موضحا خلال الملتقى الذي يأتي ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب الثالث في الجامعة، أن من نعتبرهم منحرفين فكريا، اتضح بعد المناصحة أنهم بسطاء خاوون فكريا، وتم التغرير بهم لأسباب وانساقوا وراءها وعادوا للرشد بعد اتضاح الطريق الصحيح، وأكد أن من يجب أن يطلق عليهم مسمى «منحرفون فكريا» هم من يخطط للإيقاع بالبسطاء الذين لا يعرفون أنهم وقعوا في الفتنة إلا بعد الوقوع بها لعدم درايتهم سابقا بأسبابها والظن منهم أنهم في الاتجاه السوي، مطالبا بالعمل على تربية جيل قوي صالح لديه المناعة المعرفية بحيث لا يكون تغيير أفكاره بسهولة، وتدريسه كيفية الحصانة من الشبهات حتى لا يكون من أتباعها، مشيرا إلى أن الفتنة القادمة هي التشكيك في سيادة الشريعة التي يعمل لها في الوقت الحاضر لتعطي نتاجها لاحقا، والشريعة بلا شك هي مصدر الدستور.