ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز الاستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء محاضرة في جامعة حائل، تطرق فيها إلى شبهات وفتن الواقع المعاش وما يمكن أن تنتجه مستقبلاً، واصفاً المغررين بالبسطاء بالمنحرفين فكرياً ومؤكدا على ان البحث عن التصنيف ضمن جماعة وفئة نقص. وأكد الأمير عبدالعزيز وهو استاذ السياسة الشرعية في حوار ضم اساتذة والطلاب ضمن جدول معرض الكتاب السنوي أن " شبهات الأمر الواقع اليوم هي شبهات الماضي، والتصدي يجب أن يبدأ اليوم على شبهات المستقبل" لافتاً إلى أن" الحرب على سيادة الشريعة هي مقدمة لشبهات المستقبل". وبين الأمير عبدالعزيز أن " من يحارب الإفراط بالتفريط والغلو بالجفاء خسر الوسطية والاعتدال مضاعف ومن الجهتين". مشدداً على أن " التحصين غير ممكن بتتبع الشبهات والرد عليها؛ وإنما يكون بتعلم الحق وقياس الأمور عليه للتعرف على ما إذا وقع الإنسان في شبهة أو سلم حسب المسافة التي تفصله عن الحق الذي يعرفة". وأوضح استاذ السياسة الشرعية أنه "ليس للباطل قوة ذاتية، قوة الباطل إنما بمقدار تقصير أهل الحق. لو عمل أهل الشبهات بالقاعدة الفقهية: لايترك الحق المقدور عليه من أجل الباطل؛ لسقط الكثير من الخبث. إذاً لا يمكن دحض الشبهات بالتجهيل بالدين. "ونوه الأمير عبدالعزيز في محاضرته إلى أن "تقوية الصلاح أولى وتقدم على محاربة الفساد. الاستصلاح يقدم على تعجيل العقاب"، خالصاً إلى ضرورة "تربية جيل يمتلك قوة معرفية تكون درعاً واقياً ضد التقلبات الفكرية والتغرير". وأكد الأمير الباحث مخاطباً الحضور: "أن تقوية الصلاح أحد أهم أسباب القضاء على الانحراف والفساد، وعلينا معرفة قاعدة التفريق بين الحل الوسط غير الصحيح وهو خلط الباطل بالحق والحل الوسط الصحيح وهو اتباع الطريق الصحيح للمنهج الإسلامي الذي شرعه الله سبحان". وبين سموه: "إن دراسة أسباب ظهور الفتن والشبهات والقضاء عليها أحد أهم أسباب حفظ الأمن في البلاد. مضيفا بالقول: "إن الشبهات والفتن التي تًرى اليوم كانت لها أسباب قبل عشرات السنوات، إلا أنه لم تتم دراسة القضاء عليها، مشددا على أن الحاجة قائمة لوجود "مختصون للاستشراف المستقبل والعمل على وأد أسباب الفتن المقبلة". وتطرق الأمير عبدالعزيز في محاضرته إلى المنحرفين فكرياً إذ كشف أن المناصحة "بينت إلى أي حد خاوون فكرياً وبسطاء تم التغرير بهم لأسباب وانساقوا وراءها، وعادوا للرشد بعد اتضاح الطريق الصحيح عقب جلسات الدروس العلمية الصحيحة". وأكد سموه أن "من يجب أن يطلق عليهم منحرفون فكريا هم من يخطط للإيقاع بالبسطاء الذي لا يعرف أن وقع في الفتنة إلا بعد الوقع بها، وذلك لعدم درايته سابقا في أسبابها، والظن منه انه في الاتجاه السوي." واعتبر سموه "أن من يبحث لتصنيف نفسه أو ضمها لجماعة أو فئة معينة مسلمة ناقصاً لأنه ليس هناك جماعة أو فئة غير جماعة المسلمين التي تربى بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن سار على نهجهم حتى اليوم، وهي الفرقة أو الجامعة التي نذرت نفسها للعمل وفق الشريعة الإسلامية." وأشار سموه إلى أن "الحرب الحالية حرب تنظيمات وليست حرب جيوش، ويجب التصدي لها من أهل التخصص والإعلام المتزن، ويجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية تدريس التأسيس الشرعي للرد على الشبهات التي تخلقها تلك التنظيمات والتي تخالف الشريعة الإسلامية، فيما يجب على الفرد عند شكه بأمر ما، الرجوع للعلماء لاستيضاح الأمر حول ذلك الأمر، فإن كان مطابقاً للنهج السليم أخذ به، وإلا تركه وحذّر منه".