(جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ أوضح الخبير الاقتصادي المستشار محمد الشميمري أن حجم المضاربات على عقود النفط لا يمثل نسبة كبيرة لكنها في الوقت نفسه قادرة على التأثير في حركة السعر، مشيرا إلى أن المضاربات تقوم على النظرة التفاؤلية أو التشاؤمية وبناء على ذلك تتغير الأسعار. وأضاف قائلا: يجب أن يدرك الجميع بأن السبب الرئيسي في تحديد السعر يكمن في الأساسيات التي تمثلها مبادئ العرض والطلب، لذلك فإن زيادة العرض مقابل تباطؤ الطلب أسهمت في انخفاض السعر وهذا لا يجعل من المضاربات على عقود النفط ضمن مخاطر أسواق النفط. وعما إذا كانت منظمة (أوبك) من خلال رفضها خفض الإنتاج قد ساهمت في هذا الهبوط، قال: (أوبك) تنتج حوالى 30 مليون برميل يوميا مقابل 91 مليون برميل من الإجمالي العالمي وإزاء ذلك رفضت عدة دول من خارج المنظمة خفض الإنتاج وفي مقدمتها روسيا؛ لذلك فإن أي خفض إنتاج (أوبك) يعني فقدانها لحصصها السوقية بسبب إمكانية استيلاء دول من خارج المنظمة على تلك الحصص، وبالتالي أجد تمسك (أوبك) بموقفها منطقيا إزاء الظروف المحيطة بها. وشدد على أن رسالة الأمين العام لمنظمة (أوبك) عبد الله البدري كانت واضحة وقوية، ومضمونها يشير إلى أن (أوبك) لن تعمل وحيدة وتفقد حصتها في السوق، وقال: البدري أشار في حديثه إلى أن العوامل الأساسية لا تبرر الانخفاض الحاد، ما يعني أنه ربما كانت قوى المراكز الشرائية قد عكست اتجاه السعر إلى البيع. وتطرق في حديثه إلى أن المملكة لها خبرة طويلة في تقلبات أسعار النفط، وبالتالي فإن قراراتها تكون مبنية على الخبرة والتجربة، مستشهدا بالعديد من الأحداث التاريخية التي كان من بينها ما ذكرته وزارة البترول والثروة المعدنية في الثمانينات الميلادية عندما أكدت بأن استمرار ارتفاع النفط سيصل إلى مرحلة قد لا تساعد الدول على الشراء، وقال: في تلك الفترة استغرب البعض من هذه التصاريح لكننا اليوم نعيشها واقعا. وحول رأيه فيما يتردد بين فينة وأخرى بشأن حماية النفط من المضاربات وإبقائه تحت طائلة الاتفاقات الدولية قال: النفط ليس منتجا لدى بعض الدول، بل هو سلعة عالمية تمتلكها وتستخدمها الكثير من الدول وبالتالي فإنها سلعة تحتاج إلى إخضاعها لمعايير العرض والطلب، وهناك أسواق عالمية تتيح المتاجرة في النفط انطلاقا من بعض استراتيجياتها الاقتصادية. المستشار الشميمري الخبير في النفط تطرق إلى أن سعر مزيج برنت قد سجل هبوطا دخل من خلاله إلى مستوى 61.69 دولار للبرميل، وسعر الخام في مستوى ال 58 دولارا، وقال: مازال هناك بيع قوي في ظل ارتفاع المخزون الأمريكي في ظل وجود حوالى 2 مليون برميل من النفط تحتاج إلى خفضها من السوق لتبدأ مرحلة استعادة التوازن طبقا لما أكده محللون متخصصون. وتابع بقوله: يسجل كل عام ارتفاعا ثابتا تقريبا يصل إلى مليون برميل في اليوم خلال فصل الشتاء بسبب ارتفاع الطلب، وتزيد من خلاله الإنتاجية الإجمالية العالمية إلى 92.5 مليون برميل يوميا لذلك قد يشعر السوق بنوع من التحسن بسبب هذا العامل. وعن تضارب الآراء بشأن ما يتردد بأن هبوط سعر النفط سيزيد من الانكماش الأوروبي، في حين يرى آخرون أن انخفاض السعر إلى مستويات أقل سيحفز منطقة اليورو على الشراء ما قد يرفع من معدل الطلب، قال: البنك المرزي الأوروبي صرح في آخر مرة أن انخفاض النفط سيكون له الأثر الإيجابي على منطقة اليورو، وأشار إلى أن استمراره يعد داعما لاقتصاد المنطقة وإنعاشها من حالة الركود والانكماش التي تمر بها. وأفاد بأن أوروبا من المناطق الأكثر استهلاكا في العالم للنفط بالرغم من أنها قد خففت من حجم الاستهلاك عن السابق طوال العقدين الماضيين.