في ظاهرة اعتبرها أولياء أمور ينبع تحديا للأنظمة والقرارات الصادرة بهذا الشأن، يصر سائقو الشاحنات على توقيف مركباتهم الثقيلة داخل الأحياء السكنية وأمام المدارس بشكل يومي ومتكرر، دون تدخل واضح لأي من الجهات المعنية، رغم تكرار شكاوى الأهالي من هذه الظاهرة السلبية، إلا أنها تتنامى بشكل يدعو للقلق، في ظل غياب فرض الغرامات والعقوبات على مخالفي الأنظمة. وفوجئت «عكاظ» لدى جولتها الميدانية حول عدد من مدارس البنين والبنات في ينبع لرصد المشهد أن الساحات أمام المدارس تحولت إلى مواقف دائمة للشاحنات الثقيلة، فيما تصادف تحرك إحدى الشاحنات وقت انصراف الطلاب، ما أدى إلى ارتباك مروري نتيجة مزاحمتها لسيارات أولياء الامور الذين أبدوا دهشتهم من تكرار هذا المشهد يوميا، مطالبين في الوقت ذاته الجهات المعنية من القيام بالدور المناط بها من خلال منع هذه الشاحنات من الوقوف بالقرب من المدارس بشكل نهائي وأن تكون العقوبات رادعة حفاظا على أرواح أبنائهم وسلامة الجميع. يقول فهد العلوني ولي أمر طالب «يكرر في الآونة الأخيرة مشهد تواجد الشاحنات الكبيرة أمام المدارس بينبع بدون رقيب أو حسيب وهذا أمر خطير على أرواح أبنائنا وخطورة كبيرة أيضا في حال لا سمح الله احترقت إحدى هذه الشاحنات المحملة بالمواد القابلة للاشتعال وإمكانية أن تصل ألسنة النار إلى المباني المدرسية القريبة منها وأحيانا الملاصقة لها، ويبدو أن الجهات المعنية اعتادت عدم التحرك إلا بعد حدوث المشكلة لا سمح الله، فالوقاية أفضل من انتظار وقوع المشكلة، وقد شاهدنا عددا من الحوادث التي وقعت بسبب الشاحنات في احدى المناطق الجنوبية عندما قامت بدهس أحد الطلاب أثناء خروجه من المدرسة في طريقة إلى منزله، وفي الآونة الاخيرة تزامنا مع اليوم الوطني تم تحويل احدى الساحات امام مدرسة الملك خالد الى ساحة للاحتفال وتم تنظيمها بشكل جيد وبعد الاحتفال تم استغلالها موقفا لشاحنات المواد البترولية». يشاركه الرأي عبدالله الجهني أبو فراس ولي أمر طالب قائلا: رغم الأنظمة والقرارات ألا أن المشهد يتكرر، وحين تحدثنا مع أصحاب الشاحنات وطالبناهم بعدم الوقوف أمام ساحات المدرسة يردون علينا «من أنت حتى تمنعنا ما في مشكلة صديق» أي بمعنى أنهم لا يعرفون شيئا عن هذه الأنظمة ولو طبق النظام على احدهم فلن تجد أحدا منهم مرة أخرى، ووضع لوحات في هذه الساحات تفيد بعدم إيقاف الشاحنات ومعاقبة من يقف لتكون رادعا لهم. أما أديب عباس الأنصاري ولي أمر طالب، فيرى أنه «يجب على الشركات والمؤسسات ان تضع لها مواقع من اجل توقيف الشاحنات بها بدلا من وقوف الشاحنات أمام المدارس وداخل الأحياء وتهديدها المارة والقاطنين بتلك الأحياء كونها تحتوي على مواد قابلة للاشتعال في أي وقت». من جهته أوضح ل«عكاظ» مدير إدارة التربية والتعليم في ينبع الدكتور معجب الزهراني أن إدارة التربية والتعليم لاحظت وقوف شاحنات أمام مدارسها وأبلغت جميع مديري ومديرات المدارس بالتأكيد على جميع حراس المدارس بمنع وقوف الشاحنات بالقرب منها وعدم تمكينهم من ذلك في جميع الأوقات، بالإضافة إلى قيام إدارة الأمن والسلامة التابعة لإدارة تعليم ينبع بجولات ميدانية على جميع المدارس وذلك بالتعاون الجهات المعنية لمنع وقوف الشاحنات بالقرب من المدارس لما تسببه هذه الشاحنات من خطورة على أمن المدرسة وتجنبا لما قد يحدث من أخطار ومضار قد تلحق بالمنشآت ومنسوبيها». يذكر ان عددا من الجهات الحكومية بينبع برئاسة وكيل محافظ ينبع خالد الغملاس قد قررت مؤخرا منع الشاحنات من الوقوف العشوائي داخل المحافظة وتخصيص مواقع جديدة مجهزة لوقوف الشاحنات في ينبع البحر وينبع الصناعية وبدأ تطبيق الغرامات على المخالفين ابتداء من 15 محرم الماضي وما زالت المخالفات مستمرة في اشارة الى عدم تطبيق الغرامات عليهم وتحديهم للنظام، يذكر ان «عكاظ» قامت بتناول هذا التقرير سابقا وكانت التحركات وقتية وما لبثت حتى عادت المشكلة مرة أخرى.