أكد وزير الخارجية القطري الدكتور خالد العطية، أن قمة الدوحة سعت إلى تلبية آمال شعوب دول مجلس التعاون الخليجي في التضامن والتقدم والازدهار في شتى المجالات، وأن تكون قراراتها في مستوى هذه الآمال والتطلعات. ولفت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني في ختام أعمال القمة أمس الأول، إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه قادة دول المجلس لتعزيز مسيرة العمل المشترك، ترسيخ أسس التعاون القائمة في مختلف المجالات، وتوطيد العلاقات الأخوية والارتقاء بها لآفاق أوسع بما يخدم المصالح المشتركة وتحقيق الرفاهية والازدهار للشعوب. وأكد حرص قادة دول المجلس على حماية الأمن والاستقرار الداخلي لدول المجلس الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن الإقليمي والعالمي، في ظل التحديات والمخاطر والتهديدات التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط نتيجة ما تشهده من تغيرات وتحولات متسارعة بما لا يدع مجالا للتغافل عن جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية. وعبر العطية عن أمله في استمرار روح التعاون والتكاتف والعمل على تطوير الشراكات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين دول المجلس، والانتقال بها إلى مرحلة متقدمة من خلال تنفيذ البرامج والخطط والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للمواطن الخليجي. وقال وزير الخارجية القطري في رده على سؤال حول إيران، إن سياسة دول المجلس مبنية على حسن الجوار ولديها موقف ثابت وواضح في هذا المجال، مضيفا أن دول المجلس شأنها شأن كل الدول لا ترغب في تدخل أي طرف في شؤونها الداخلية، وانطلاقا من موقفها الواضح هذا لا تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. وفيما يتعلق بمصر، أكد العطية أن دول الخليج تؤمن بأن وجود مصر قوية وصحيحة يصب في خدمة كل العرب بما في ذلك مجلس التعاون. وفيما يخص إنشاء شرطة خليجية موحدة، قال العطية: إن دول مجلس التعاون تسعى إلى إقامة مثل هذا الجهاز الشرطي فيما بينها، وهو ما أقره القادة واختاروا مدينة أبو ظبي مقرا له، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية في دول المجلس تعمل فيما بينها منذ فترة طويلة بتنسيق كامل. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال وزير الخارجية القطري: إن دول مجلس التعاون تدعو دائما إلى وحدة الأراضي الليبية ودعم الحوار، داعيا الأطراف الليبية إلى تبني حل سياسي للخروج من الأزمة. ونوه الزياني بالروح الأخوية التي سادتها أعمال هذه الدورة، واصفا هذه القمة بأنها «قمة الفرحة»، مؤكدا أن النتائج البناءة التي خرجت بها القمة سوف تنعكس على مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتمثل إضافة في جهود دول المجلس نحو مزيد من الترابط والتضامن والتكامل. وردا على سؤال بشأن وجود اتفاقية بين دول مجلس التعاون تتعلق بمكافحة الإرهاب، أفاد الزياني أن تنفيذ هذه الاتفاقية يتم بين الأجهزة الأمنية في دول المجلس من خلال التنسيق الكامل، لافتا إلى وجود استراتيجية لمكافحة الإرهاب يجري تنفيذها والعمل بكل مكوناتها. وقال: إن هناك مبادرات عديدة على رأسها مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، التي طرحت منذ 10 سنوات، مشيرا إلى أن المملكة قدمت مؤخرا دعما سخيا بحوالى 100 مليون دولار لتفعيل هذه المبادرة وتشجيع التحاور والمناصحة.