يشكو الكثير من مراجعي مستشفى الولادة والأطفال في منطقة نجران، من الزحام في طوارئ المستشفى، والذي لا تواكبه زيادة في القوى العاملة من أطباء وفنيين. واتهموا بعض الموظفين بأنهم ما زالوا يفتقدون القدرة على التعامل الأمثل مع الجمهور، ما يتطلب الكثير من الدورات المتخصصة لامتصاص غضب المراجعين والمرضى. وفيما يتضاعف الإقبال يوما بعد يوم على المستشفى ينظر الأهالي بحسرة الى الواقع الخدمي، وما يفتقده المستشفى من كوادر يفترض توفيرها. لكن مدير المستشفى الدكتور حسن بن عوض الوادعي، أكد ل«عكاظ»، أن الزحام الذي يشهده طوارئ المستشفى يأتي بسبب ضيق مساحة المبنى، وتزايد أعداد الحالات غير الطارئة التي تشكل عبئا إضافيا للقسم، معترفا بوجود بعض النقص في القوى العاملة من أطباء وفنيين داخل قسم الطوارئ، واعدا بتوفير المزيد، لكنه عاب ثقافة المراجع في فهم طبيعة عمل اقسام الطوارئ والتي ما زالت دون المستوى المأمول. وكشف الدكتور الوادعي عن إنشاء قسمين خاصين بطوارئ الأطفال وطوارئ النساء، وأيضاً إنشاء وحدة لجراحات اليوم الواحد. كيف تواجهون نقص الأسرة والكادر الطبي والفني؟ يتم التعامل معها من خلال التطبيق الأمثل لسياسات واجراءات العمل وبرنامج الطبيب الزائر، مما ساعد على توفير أسرة على مدار الساعة حيث تصل نسبة إشغال المستشفى الى 72% وهذا يعكس اهتمام المستشفى بتأمين الأسرة للمرضى على مدار الساعة، حيث يستقبل المستشفى إحالات من جميع مستشفيات المنطقة الحكومية والمستشفيات الخاصة ويدعم ذلك تطبيق العمل بسياسات واجراءات جراحات اليوم الواحد وقد حصل المستشفى على المركز الثاني على مستوى مستشفيات الولادة والأطفال بالمملكة في جراحات اليوم الواحد بنسبة 71.2% ونسعى لإحراز المركز الأول خلال العام الجاري، وفي ما يخص النقص في الكادر الطبي والفني يتم استقطاب الكوادر المؤهلة من خلال برنامج الطبيب الزائر سواء من داخل المملكة أو من خارجها والتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض في مجال جراحة الاطفال وكذلك مركز الأمير سلطان للقلب اطفال والتواصل المستمر بإدارات الشؤون الصحية في نجران مشكورين على جهودهم لشغل الوظائف المخصصة للمستشفى. هناك من يقول إن بعض العاملين في المستشفى يحتاجون إلى دورات في كيفية التعامل مع المرضى والمراجعين كيف تتعاملون مع تلك المشكلة؟ تحرص إدارة المستشفى على تنمية مهارات التواصل مع المرضى والمراجعين من خلال إجراء استبيان شهري يقوم به قسم علاقات وحقوق المرضى لتلمس مناطق الضعف التي تحتاج الى تحسين وقد بلغت نسبة المرضى في العام المنصرم حوالى 91.3%، كما نرسل الموظفين لدينا لحضور دورات في مهارات التواصل سواء داخل أو خارج المنطقة إضافة الى تطبيق المعايير الخاصة بحقوق وعلاقات المرضى ومتابعتها من قبل الادارة، ونحرص على اختيار الموظفين اصحاب الأخلاق العالية والمهارات المتميزة في التعامل لمقابلة الجمهور وتفهمهم وخدمتهم ولازلنا نطمح ونعمل لخدمة ترقى لتطلعاتهم. وماذا عن شكاوى من الزحام في قسم الطوارئ رغم اهميته، وهل من رؤية مستقبلية لتطوير الخدمات الطارئة؟ الزحام في الطوارئ يعود إلى عدة اسباب منها: ضيق المساحة كثرة الحالات غير الطارئة، نقص القوى العاملة، وثقافة المراجع في فهم طبيعة عمل اقسام الطوارئ ويتم التعامل مع ذلك بتطبيق، نطام الفرز لتحديد مستوى الحالات من البسيطة إلى الحرجة وهكذا، توعية وتثقيف المرضى والمراجعين بحالاتهم حرصا على رضاهم، والتوزيع الجيد لجداول العمل بالنسبة للأطباء والتمريض ومشرفي الطوارئ لسد العجز وتلبية احتياجات المريض على مدار الساعة وسيتم بإذن الله توسعة القسم وتخصيص وحدة طوارئ اطفال وأخرى للنساء والولادة مع وجود وحدة للملاحظة. كيف تتم عملية التحويل من المستشفيات والمراكز الصحية للمستشفى، وهل تتم بانسيابية؟ يستقبل المستشفى الإحالات من المراكز الصحية المحيطة التابعة لوزارة الصحة والقطاعات الأخرى وكذلك جميع المستشفيات الطرفية التابعة لوزارة الصحة وكذلك المستشفى العسكري ومستشفيات القطاع الخاص حيث إن المستشفى يمثل مركزا وحيدا لحالات جراحات الاطفال والولادات المبكرة وحالات الحمل العالي الخطورة والحمل المصاحب بارتفاع ضغط الدم و سكري الدم وحمل التوائم وغيرها من العمليات القيصرية المتكررة خاصة اذا ما علمنا أن عدد حالات الولادة يبلغ سنويا (6100) ولادة وتتم بانسيابية وما زلنا نطالب بتفعيل اكبر للخدمات الصحية للمراكز الصحية والتي تعتبر الخط الأول للصحة في بلادنا الغالية. المستشفى يعاني من الشركة المشغلة في ظل عدم اعتماده على برنامج التشغيل الذاتي.. ما تقيمكم للشركة حالياً؟ شركة التشغيل تعاني من نقص في تأمين الكوادر والقوى العاملة طبقا لعقدها مع الوزارة ويتم التعامل مع ذلك نظاما مع التقييم المستمر للأداء من خلال ادارة التشغيل والصيانة لدى المستشفى ونسعى بدعم من المدير العام للشؤون الصحية بنجران لإدراج المستشفى ضمن برنامج التشغيل الذاتي قريبا أسوة بمستشفيات الولادة والأطفال بالمناطق الأخرى مما يتيح لنا الرقي بالخدمة المقدمة. هل المستشفى بالفعل يعاني من نقص في الأطباء والأجهزة الطبية وينقصه الكثير من التخصصات؟ نعم بالنسبة للأطباء يوجد هناك نقص ولكن يتم التعامل مع ذلك من خلال عدة برامج والتعاون مع المستشفيات والمراكز المتخصصة لسد العجز في الفترة الحالية ونسعى لاستقطاب عدد من هؤلاء الاطباء لتوقيع عقود دائمة تخدم المريض على مدار العام، وبالنسبة للأجهزة الطبية فقد تم دعم المستشفى بأحدث الاجهزة ذات التقنية المتطورة في مجال التشخيص والعلاج خصوصا في اقسام العنايات المركزة للكبار والاطفال وحديثي الولادة والعمليات وجار العمل على تنفيذ المشاريع التطويرية واستكمال بعض النواقص التي تم فعليا انجاز اجراءاتها من الوزارة والتي ستساهم وبشكل واضح في تقديم خدمة صحية مثلى للحصول على رضا المواطن والمقيم في منطقة نجران. ما أبرز خططكم لتطوير المستشفى؟ نسعى لأن يكون المستشفى رائدا في تطوير وتعزيز الخدمات المقدمة للنساء والأطفال بالمنطقة طبقا للمعايير العالمية من خلال تطوير البنية التحتية للمنشأة وتنفيذ مشاريع تطويرية للأقسام وحدة رعاية حديثي الولادة، وحدة التعقيم المركزية، وحدة العناية المركزة للأطفال والكبار، وقسم العمليات، بالإضافة إلى إنشاء قسم خاص بطوارئ الأطفال وقسم آخر لطوارئ النساء، وايضاً إنشاء وحدة لجراحات اليوم الواحد، وتحديث سياسات واجراءات العمل والبروتوكولات العلمية المبنية على البراهين طبقا لمعايير المعتمدة من الهيئة الدولية المشتركة (JCI) بالتنسيق مع وزارة الصحة تمهيدا للحصول على الاعتماد منها خلال عام من الآن. والعمل جار لدعم المستشفى بالقوى العاملة المؤهلة من (أطباء، تمريض، فنيين، اداريين) وتدريب الكوادر الموجودة على المهارات الحديثة في مجال الخدمة الصحية بجميع فروعها وذلك من خلال التواصل الفعال مع المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة وبدعم منقطع النظير من قبل مدير عام الشؤون الصحية في منطقة نجران الصيدلي صالح بن سعد المؤنس.