رغم أن نتائج النشاط الطلابي تتضح يوما بعد يوم، إلا أن الكثير من أولياء الأمور لا يزال ينظر إليها بعين قاصرة، فيمنعون أبناءهم من المشاركة فيها، ويتجاهلونها، الأمر الذي يدعونا للتساؤل هل التوعية بأهمية هذه المناشط كافية لتصحيح فكرة أهمية هذه المناشط، أم أن قلة الوعي ناجم عن قلة العمل في هذا المجال من قبل القائمين عليه. «عكاظ» توجهت إلى مدير إدارة نشاط الطلاب في الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة تبوك الدكتور عبدالله الحارثي، لتسأله بشكل مباشر ما إذا كانت أنشطتهم مضيعة للوقت، أم نافعة، ولماذا هناك جهل بأهمية تلك المناشط. ● يرى البعض أن «النشاط الطلابي»، مجرد مضيعة لوقت الطالب، ما ردكم؟ ●● إذا كنا نؤمن أن للعقل رياضة فلا بد أن رياضة هذا العقل هي البرامج والمناشط التي تقدم له، سواء كانت في جانب ترفيهي أو منهجي، ويكفي أنها تخرج الطالب من الروتين اليومي وتعطيه مساحة من الإبداع ويكفي النشاط أنه يكتشف المواهب ويصقلها والشواهد كثيرة على مستوى الكتاب والعلماء والمثقفين الذين لهم مكانة في هذا الوطن حينما اعترفوا أن النشاط هو السبب الرئيسي في صقل مواهبهم الكتابية والإبداعية. ● وهل ترى أن إدارتكم تتبنى تفعيل هذا الاتجاه؟ الطموحات لدي ليس لها حدود وتحقيق الأهداف وصلنا إليها لكننا نطمح أن نسمو بالنشاط في تبوك إلى عنان السماء على أن يكون هذا السمو موجها بشكل فعلي للطلاب، ويكفينا أننا وصلنا في النشاط إلى القرى والهجر، حيث نفذنا برامج متنوعة في بعض تلك المدارس تبعد عن مدينة تبوك أكثر من 200 كم وشارك فيها القيادات التعليمية ومنهم المساعد للشؤون التعليمية الدكتور هاشم القحطاني. ● وما دوركم في حماية الأمن الفكري لدى أبنائكم الطلاب؟ ●● تبنت الإدارة العامة للتربية والتعليم مشروع حماية الأمن الفكري الذي استمر لمدة عام دراسي كان له حضور في كرسي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ، حيث كنت منسقا للمشروع في المنطقة، ثم أطلقنا برامج تستهدف توعية الطالب بهذا الجانب على مستوى المدارس، منها كرة الثلج السوداء الذي نفذته جميع المدارس على مختلف مراحلها الدراسية، وبرنامج الإرهاب فتنة، وحاليا بصدد إطلاق مشروع «تحصين» الذي يهدف إلى المسمى نفسه، ونحن في إدارة نشاط الطلاب نحرص كل الحرص في مختلف برامجنا على تحصين طلابنا من تأثير التيارات الفكرية المنحرفة بما يعزز مفهوم الأمن الفكري لديهم من خلال تلك البرامج. ● وهل من خطة لتحفيز الطلاب على المشاركة، ولتحفيز العاملين على التميز؟ ●● بالنسبة للطلاب، أعتقد أن الجوائز العينية التي تقدم لهم خير دليل على عامل التحفيز ، ثم ترشيح المميزين من أبنائنا الطلاب لتمثيل المنطقة في المناسبات على مستوى الوزارة أو على مستوى العالمية، وقد وصلنا بهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وسيريلانكا وأسبانيا والكويت، الأردن، مصر، سلطنة عمان، أما بالنسبة لرواد النشاط، ترشيح المميزين منهم للمشاركات الخارجية، وتكريمهم نهاية كل عام دراسي بجائزة تحت مسمى «جائزة رائد النشاط المتميز». وبالنسبة للمشرفين التربويين، وهم الركيزة الأساسية لنجاح البرامج والمناشط سواء على مستوى الإدارة او الوزارة، فاني أضع أمامهم الفرص بالترشيح في أي مجال مفتوح أو في أي مشاركة خارجية، وتكريمهم نهاية كل عام دراسي بجائزة تحت مسمى «جائزة المشرف التربوي المتميز». أما على مستوى المدارس، فتم إعداد خطة تشغيلية فصلية تتضمن العديد من البرامج تنفذ في فترة زمنية محددة داخل المدارس وخارجها، يتم تقييمها من قبل فريق من المشرفين التربويين، ويقام مهرجان تتويج للمدارس الفائزة نهاية كل عام دراسي تحت رعاية المدير العام، وعدد من مديري الادارات والمشرفين واولياء الأمور. ● لكن بعض مديري المدارس يشتكون من عدم تفريغ رواد نشاط في مدارسها؟ ●● في البداية كان عدد المفرغين خمسة رواد نشاط على مستوى المنطقة، وبتعاون مع الزملاء في إدارة شؤون المعلمين ودعم من مساعد الشؤون التعليمية الدكتور هاشم القحطاني، وصلنا ولله الحمد إلى أكثر من 120 رائد نشاط مفرغ، وأعتقد أنه أعلى نسبة تفريغ على مستوى المناطق، لكن هنالك تشكيلات واردة من قبل وزارة التربية والتعليم تحدد آلية التفريغ في المدارس وذلك من خلال أعداد الطلاب في كل مدرسة. ● ما هو دوركم في أندية الحي التي أطلقها مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام وكم عدد المعتمدة في تبوك؟ ●● أندية الحي هي عبارة عن أندية داخل مدارسنا، تفتح أبوابها في الفترة المسائية ولمدة خمس ساعات يوميا مستمرة طوال العام، وهي أندية جاذبة، تستقطب كافة شرائح المجتمع من سن 6 سنوات حتى سن 60 سنة، يمارس فيها الجانب الرياضي بنسبة 70 %، والجوانب الأخرى المتنوعة بنسبة 30 % . وفي ميزانية منطقة تبوك لدينا 22 ناديا للبنين والبنات، تم افتتاح 4 أندية بنين 3 منها في مدينة تبوك، وواحد في محافظة حقل، وللبنات تم افتتاح ناديين داخل مدينة تبوك، وهناك مرحلة قادمة سيفتتح فيها قريبا ناد في محافظة ضباء وآخر في محافظة الوجه، ومرحلة تليها سيكون هناك ناد في كل من محافظتي أملج وتيماء وفي مدينة تبوك، بمعنى أن هناك خطة من قبل شركة تطوير بافتتاح عدد أكبر من الأندية في كل عام لتلبي احتياجات كافة شرائح المجتمع. ● وماذا عن الأندية الموسمية؟ ●● هي أندية مؤقتة تفتح أبوابها في الإجازة الصيفية لطلاب وطالبات المدارس فقط، حيث يعتمد في كل عام ما بين 12 إلى 16 ناديا بنين وبنات حسب ما يرفع في كل عام ويواكب تردد المستفيدين لكل ناد. وفي العام الماضي كانت هناك مبادرة من قبل شركة أرامكو السعودية بافتتاح 4 أندية بنين تحت مسمى «أندية التميز» والتي استقطبت بشكل كبير طلاب المدارس من المرحلة العمرية 15-18 سنة، وكانت مخرجاتها تفوق التصورات بسبب ما قدمته من برامج إثرائية تضمنت دورات في جواز السفر للنجاح، وفي اللغة الإنجليزية والتدريب على المهارات الأساسية للألعاب الرياضية بشكل عام. ● وماذا عن أندية إدارة برامج النشاط؟ ●● حاليا نقوم على تجهيز عدد من الأندية التابعة للإدارة والتي ستسهم بمشية الله في بناء شخصية الطالب وصقل مواهبه تحت إشراف مشرفين مختصين في هذا المجال، وذلك من خلال رؤية وزارة التربية والتعليم، وتتضمن هذه الأندية النادي الثقافي ونادي تدريب الطلاب ونادي الحاسب الآلي، والنادي العلمي، ومركز التدريب الكشفي، بالإضافة إلى ما يقدمه بيت الطالب من برامج تعنى بالربط ما بين النشاط والسلوك. ● ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في الميدان التربوي؟ ●● حاجة الميدان لمشرفين للنشاط في كل محافظة، ونعول على وزارة التربية والتعليم في إعطاء صلاحيات لمديري التربية والتعليم في تحديد مدى حاجة الميدان للمشرفين التربويين خاصة أن منطقة تبوك مترامية الأطراف إذ أن أقصى محافظة تبعد عن مدينة تبوك أكثر من 500كم، بالإضافة إلى إعطاء الصلاحية في تفريغ رواد النشاط في المدارس التي تم تحقق النسبة المحدد وهي 300 طالب وطالبة في المرحلة الابتدائية و250 طالبا وطالبة في المرحلة المتوسطة و200 طالب وطالبة في المرحلة الثانوية، إذ أن هنالك مدارس تقل عن هذا العدد بنسبة بسيطة لكنها لا تدخل في التشكيلات الصادرة من الوزارة، كذلك إعطاء فرصة للمشرفين التربويين للالتحاق بدورات داخل وخارج المملكة. كما أتمنى أن يكون هناك قناة فضائية تعني بالتعليم بشكل عام وبالأنشطة الطلابية بشكل خاص.