كانت عمليات عيوب الإبصار في الماضي تجرى عبر تشطيب القرنية بالشفرة، وانتقل الأمر الى ليزر سطحي، ثم أصبحت عمليات الليزك تجرى بالشفرة حيث توضع شفرة على عين المريض، وأخيرا جاء الأحدث وهو (الفيمتو سكند) كإحدى النتائج الجيدة لهذا الاختراع عبر قطع شريحة في قرنية العين. وهذا الاختراع الذي خرج به العالم المصري د. أحمد زويل، ونال بموجبه جائزة نوبل العالمية في الكيمياء عام 1997، كان حافزا للكثير من الابتكارات المتعلقة، ومنها توظيف هذه التقنية في الجراحات الدقيقة للعيون مع بداية عام 2000، باستخدام جهاز «انتراليز فيمتو سكند ليزر»، وتعرف باسم «المشرط الضوئي»، ليكون بديلا للمشرط الآلي الذي حقق نجاحات هائلة من قبل في تصحيح عيوب الإبصار المختلفة من قصر أو طول النظر، وكذلك الاستيجماتيزم، ما شكل طفرة عالمية هائلة للهندسة الطبية رافقت مطلع هذا القرن. وشهدت جراحات تصحيح النظر بالليزر تقدما كبيرا في الساحة الطبية في مجال طب العيون بتقنية الفيمتو ثانية التي تعد احدث التقنيات في مجال تصحيح الابصار بالليزر وهو جهاز يستخدم ومضات ضوئية فائقة السرعة، وهذه الومضات قادرة على إحداث فقاعة غازية متناهية الصغر على عمق يحدده الجراح بدقة شديدة. ويستطيع ليزر الفيمتو ثانية تكوين عدد هائل من هذه الفقاعات على مسافات متقاربة جدا بحيث يشكل مجموع هذه الفقاعات مقطعا في طبقات القرنية يمكن تشكيله بدقة شديدة وبأي شكل يحدده الجراح عن طريق برنامج كمبيوتر فائق الذكاء والسرعة مما يعطي جراح القرنية إمكانيات هائلة بلا حدود لإعادة تشكيل طبقات القرنية. (*) استشاري طب وجراحة العيون