يتقدم طب العيون من يوم إلى آخر، ومن أحدث الأشياء التي دخلت عليه مؤخراً الفمتو سكند ليزر وهو نوع من أنواع الليزر يتميز بسرعته الفائقة، ودخول الفمتو سكند ليزر في مجال جراحة العيون أدى إلى تطور مذهل، وهو من أهم الأشياء التي حدثت في طب وجراحة العيون في العشر سنوات الأخيرة، وتطبيقاته العملية عديدة وكثيرة في مجال جراحة العيون. التطبيق الأول: مجال جراحات قصر النظر، فعملية الليزك التقليدية التي مر عليها عشرون سنة ونتائجها ممتازة ومرضاها يتمتعون بنظر جيد تطورت حتي أصبحت الفمتو ليزك, فبدلاً من استخدام المشرط الجراحي في الطريقة التقليدية أصبحت العملية كلها بالليزر، فقد كنا نرفع طبقة من سطح القرنية عن طريق مشرط جراحي دقيق جداً أصبح الآن نرفع هذه الطبقة بجهاز الفيمتو سكند ليزر، وهذا قلل من احتمالات المضاعفات لأن معظم المضاعفات التي كانت تحدث لعملية الليزك سببها هذا القطع الذي كان يتم يدوياً بالمشرط، والآن استبدلنا هذا المشرط بالفيمتو سكند ليزر بدقة متناهية والنتيجة التي نحصل عليها هي التي نرغبها بالضبط، ونستطيع استخدام الكمبيوتر في تحديد حجم القطع الذي نرغبه في القرنية، وهذا يترجم بالنسبة للمريض نظرا أفضل بعد العملية واحتمالات حدوث مضاعفات أقل بكثير. والفمتو سكند ليزر يستخدم الآن في مجالات عدة؛ منها مجال زراعة القرنية، وأصبح أي قطع نجريه في القرنية بالمشرط أصبح الآن باستخدام الفمتو سكند ليزر، فأول استخدام كان عملية الليزك فأصبحت فيمتو ليزك، والاستخدام الثاني وهو استخدامه في عمليات زراعة القرنية لعلاج أمراض القرنية، فكنا نستخدم مشارط في عملية زراعة القرنية وذلك لقطع القرنية التي نرغب في زراعتها في عين المريض، وأصبح الآن نقطع القرنية باستخدام الفمتو سكند ليزر، وهذا يعطي دقة أكثر ونتيجة أفضل وشفاء المريض يتم بصورة أسرع واستخدام الخيوط الجراحية أقل بكثير من الأول، والتطور الثالث الذي حدث ولم يمر عليه أكثر من سنة الآن هو استخدام الفمتو سكند ليزر في عمليات المياه البيضاء، وهذا كان حلما يراود جميع أطباء العيون منذ زمن، ولأول مرة يتحول الحلم إلى حقيقة فبدأنا فعلياً، فالموضوع خرج من نطاق الأبحاث والتجارب المعملية إلى نطاق التنفيذ الحقيقي على المرضى، فأصبحت الآن عدد كبير من حالات المياه البيضاء حتى في المستشفيات نجريها بعملية الفمتو سكند ليزر، وللحقيقة أننا نحاول أن نجلب جميع التكنولوجيا الحديثة، فكان لنا الشرف بأننا أحضرنا أول جهاز في الشرق الأوسط ومر عليه حتى الآن حوالي سنة، والنتائج ممتازة حتى الآن فنفس العملية التي كنا نجريها بالطريقة اليدوية أو بالموجات الصوتية مع استخدام المشارط الجراحية أصبحنا نستخدم الفمتو سكند ليزر بدلاً من المشارط الجراحية، بالإضافة لمساعدته في زيادة تفتيت المياه البيضاء وبالتالي الجزء الذي نعمله بمساعدة الموجات الصوتية أصبح أقل، ويستغرق وقتا أقل بكثير والمريض يستطيع ممارسة حياته الطبيعية أسرع والتحسن يحدث بصورة أفضل. ولاشك أن الفمتو سكند ليزر نقلت عمليات المياه البيضاء مع عملية زراعة العدسات للمستوى الأعلى، فأصبح اليوم النتيجة التي كنا نحصل عليها بالطريقة التقليدية، وكنا نطلق عليها طريقة ممتازة أصبحت اليوم غير مرضية بالمواصفات الجديدة، فأصبحنا اليوم نتطلع إلى رؤية أفضل، فالذي كان يرضينا ويرضي المريض منذ خمس سنوات أصبح لا يرضينا اليوم، فبلا شك أن هذا تطور كبير جداً وأدى إلى تحسين نوعي في نتيجة عمليات المياه البيضاء. الرئيس الطبي التنفيذي لمجموعة مستشفيات ومراكز مغربي ورئيس أقسام جراحات القرنية وتصحيح الإبصار