يعود الهلال إلى ركب المنافسة المحلية من جديد بعد خيبة الأمل التي مني بها على المستوى القاري وفقدانه اللقب في الرمق الأخير، ورغم الأداء المبهر الذي قدمه لاعبوه على مستوى البطولة وأثناء مشاركتهم مع المنتخب إلا أن المخاوف من تداعيات الخروج المر على بعض الأسماء يصاحب مسيري البيت الأزرق. وخلال الفترة الماضية لم يشهد النادي العاصمي حراكا فعالا كغيره من الأندية واكتفى ريجيكامب بالإعداد المحلي ولم يقم أي معسكر خارجي أسوة بالأندية المنافسة الاتحاد والنصر والأهلي. وطاله النقد كثيرا في التأخر في إعداد الفريق مقارنة بغيره رغم خروج فريقه من بطولة صعبة ومباريات متتالية وقوية، حيث قضى اللاعبون إجازة هي الأطول في السنوات الأخيرة خلال الموسم، إذ استأنف الفريق تدريباته يوم الخميس 13 نوفمبر بعد 11 يوما من التوقف بتدريبات على فترتين صباحية ومسائية، وأثار ذلك التأخير القلق في تراجع المخزون اللياقي للفريق الذي يخوض مواجهات نارية في شهر ديسمبر أمام الاتحاد مرتين والنصر والتعاون. إرهاق وخوف افتقد الهلال خلال فترة الإعداد ل 9 من نجومه الأساسيين المشاركين في قائمة الفريق وهم عبدالله السديري، عبدالله الزوري، سعود كريري، سلمان الفرج، سالم الدوسري، نواف العابد، وناصر الشمراني وهؤلاء انضموا لمعسكر المنتخب السعودي الذي شارك في دورة الخليج والجميع كانوا أساسيين باستثناء الحارس السديري، إلى جانب الثنائي الروماني ميهاي بينتيلي والكوري الجنوبي كواك تاي هي اللذين التحقا بمعسكري منتخبي بلديهما وكلاهما شارك في المباريات الودية والرسمية خلال الفترة الماضية. وهو ما رآه ريجي مسوغا لإلغاء فكرة المعسكر لعدم الجدوى الكافية منه في ظل انشغال أغلب اللاعبين بمباريات المنتخب. ولم تشارك مجموعة من الأسماء بسبب الإصابة بينها ياسر الشهراني الذي لازم العيادة الطبية بمقر النادي بإشراف الجهاز الطبي بعد استبعاده من معسكر الأخضر بسبب تمزق في العضلة الضامة، في حين واصل الثلاثي عبدالطيف الغنام ومحمد الواكد وتياجو نيفيز التأهيل الطبي أيضا حرصا على العودة قبل مواجهة الكلاسيكو الأحد المقبل، قبل أن يلتحق بهما محمد القرني وسالم الدوسري الذي يعاني من كدمة في الظهر. خاض الهلال في هذه المدة مواجهة واحدة أمام فريق هجر حضرها المحترفان الدوليان بينتلي وكواك، وتعادل فيها وقدم لاعبوه مستوى متوسطا وقف من خلاله ريجي على مستوى لياقة بعض اللاعبين. وينتظر أن يعود الأزرق إلى المنافسة المحلية بمواجهة من العيار الثقيل دوريا، حيث يواجه ريجي وكتيبته ضغطا كبيرا إذ سيلعب خلال (23) يوما (6) مباريات رسمية في المسابقات السعودية بينها الكلاسيكو مرتين وديربي النصر فيما سيضطر لخوض مواجهة شرق المملكة العربية السعودي ضد هجر وبعدها بثلاثة أيام غربا أمام الاتحاد في كأس ولي العهد وهي مواجهة صعبة وقوية، ستضع الفريق على محك صعب قد يبدد حظوظه في المسابقتين. وعمد ريجي في التدريبات الأخيرة إلى الاستعانة بلاعبي الفريق الأولمبي الذي ربما سيدفعه للاستعانة بهم خلال مباريات الموسم، تفاديا لأي إصابات متوقعة وإرهاقات من شأنها أن تضع الفريق الأزرق في مواجهة ظروف عنيدة في ظل ارتفاع وتيرة المنافسة مع الفرق الأخرى. منعطفات حاسمة يمر الأزرق خارج الميدان بمنعطفات صعبة فالبرازيلي تياجو نيفيز أثار زوبعة برغبته الرحيل عبر تويتر قبل أن يبرر ذلك بأنه سعيد في الهلال، لكن تناول الصحافة البرازيلية الحديث عنه يثير الشكوك حول الأنباء التي تحدثت عن رحيله، وأشارت صحيفة مقربة من نادي فاسكو دي جاما إلى رغبة مسؤولي النادي في التعاقد مع نيفيز وذلك في حال تأهلهم إلى منافسات الدوري البرازيلي الموسم المقبل، فضلا عن مغازلة فلامنغو للاعب، الأمر الذي يبدو أنه سيضطر الإدارة للتفكير جديا في البحث عن بديل في الفترة المقبلة ولاسيما بعد أن ألمح إلى تياغو لعدم ارتياحه في النادي لأن هناك أشخاصا لا يريدونه أن ينجح، وأعلنها نصيا «أشتاق للبرازيل». ولم تكن صحافة البرازيل وحدها من تحدث عن الأمر بل إن تقارير صحفية رومانية أشارت إلى إمكانية رحيل نيفيز عن صفوف فريقه، وأن ريجي بصدد التعاقد مع لاعب روماني صانع لعب يلعب حاليا للمنتخب الوطني. وبين هذه الأخبار وتلك يبقى مستوى اللاعب المتذبذب مثيرا للجدل والتساؤلات ويعزز إمكانية رحيله مع انطلاق الفترة الشتوية المقبلة. أما إداريا يفقد الهلال رجله الثاني محمد الحميداني الذي عاقبته الرئاسة العامة لعاية الشباب بالإيقاف 6 أشهر، بسبب الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي حمل ألفاظا غير لائقة دفعت المسؤولين لمعاقبته. وأمام حرمان محمد الحميداني من مرافقة الفريق في المباريات المحلية والدولية بعد إدانته بالتحريض على الجماهير المنافسة، أصبح دوره محدودا على المستوى المعنوي لكن مراقبين لا يرون في ذلك تأثيرا كبيرا لتكفل المدير الفني ريجيكامبف بإدارة الفريق الأول بشكل كامل، غير أن آخرين يرون أن الحميداني يلعب دورا مهما في التصدي للكثير من الأزمات التي يواجهها الفريق ماليا وإعلاميا، خاصة بعد نكسة الآسيوية التي حاولوا مسيري البيت الأزرق تخفيف حدتها تدريجيا لإخراج اللاعبين من جو الإحباط الذي صابهم في أعقاب الخروج الآسيوي المرير. موقف الفريق دوريا قدم الهلال في الدوري مستويات جيدة لكن آخر المواجهات التي خاضها قبل نهائي آسيا حسرها بهدف رغم الأداء الجيد للاعبيه، ويحل الفريق في المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري حيث، لعب 7 مباريات فاز في 5 وتعادل في واحدة أمام الأهلي في الرياض وخسر واحدة من الشباب وله من 14 عليه 5 أهداف، وجمع 16 نقطة، وأكثر لاعبيه مشاركة ديجاو بواقع 630 دقيقة، هداف الفريق تياجو نيفيز برصيد 4 أهداف ومن خلفه ناصر الشمراني وياسر القحطاني3. وسيخوض الفريق مواجهة الاتحاد بدون ناصر الشمراني بشكل مؤكد بسبب مغادرته إلى شرق آسيا للمشاركة في جائزة أفضل لاعب آسيوي، ما يعني أن القحطاني سيكون قائد الهجوم الأزرق في المواجهة المرتقبة التي قد تضع الفريق في موقع مهم في الدوري في حال حقق الفوز، فضلا عن النواحي المعنوية التي ستخرج الأزرق من الإحباط الذي يمر بها وتجعله في موقع أفضل قبل مواجهة الديربي التي يلاقي فيها النصر وسط ظروف حساسة يمر بها الفريقان قبل أيام من التوقف الثالث للدوري، استعدادا لكأس أمم آسيا التي يشارك فيها لاعبو الفريقين مع المنتخب.