تساءل عدد من خريجي التعليم عن بعد عن الاسباب التي تجعل وزارة الخدمة المدنية ترفض اعتماد شهاداتهم، وبالتالي عدم قبولهم في الوظائف الحكومية، في حين يجدون القبول في وظائف القطاع الخاص، مؤكدين أن دراستهم مثل الانتظام تماما، فهم يتابعون المحاضرات من طريق الانترنت ويؤدون الواجبات المفروضة عليهم، ويخضعون للاختبارات الدورية، ومن يتغب أربع محاضرات يحرم من المادة. وطالب خالد القثمي أن تعتمد شهادات خريجي التعليم عن بعد في وزارة الخدمة المدنية من حيث قبولهم في الوظائف الحكومية، لأنها لا تقبل إلا في وظائف القطاع الخاص، مؤكدا أن الدراسة الجامعية عن بعد مثل الانتظام تمامًا، موضحا أنه يحضر المحاضرات من طريق الإنترنت وأن هناك واجبات تفرض عليه واختبارات قصيرة يلتزم بها وإن تغيب أربع محاضرات عن أي مادة يحرم منها. وبين عبدالرحمن باشنيني أنه اضطر للدراسة «عن بعد» لأنه الأقرب للانتظام من حيث حضور المحاضرات والاختبارات القصيرة والواجبات التي تفرض عليهم. وقال باشنيني:"طلاب التعليم عن بعد يدرسون مثل الانتظام، ويتابعون المحاضرات من طريق الإنترنت، ويخضعون للاختبارات القصيرة، وحل الواجبات"، معتبرا من الظلم ألا تقبل شهاداتهم في الوظائف الحكومية حيث لا تعترف بها وزارة الخدمة المدنية. ورأى عقاب عصبي أن شهادات التعليم عن بعد غير مصنفة، وغير معترف بها في القطاع الحكومي، والحاصل عليها محروم من التقديم لوزارة الخدمة المدنية للحصول على وظيفة بعد تخرجه، على الرغم من أن التعليم عن بعد مثل الانتظام لا يختلف عنه في شيء. وانتقد عصبي التخصصات المحدودة التي يقدمها التعليم عن بعد، مشيرا إلى أنه كان يريد أن يتخصص في التربية الخاصة ولكن لا يمكن لأن التخصص غير موجود في التعليم عن بعد أبدًا. وتمنى مساواة طالب التعليم عن بعد بطلاب الانتظام، مؤكدا أنه يجلس أحيانا أمام الانترنت أكثر من 12 ساعة لمتابعة المحاضرات وحل الواجبات وأداء الاختبارات القصيرة. واستهل خالد الشمراني حديثه بالقول:" من الظلم أن ندرس أربع سنوات عبر التعليم عن بعد وفي النهاية تكون شهاداتنا غير معترف بها في القطاع الحكومي"، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن ينتظم في الجامعة لكن معدله لم يساعده على ذلك. وأكد أنه وزملاءه في التعليم عن بعد يشاركون في المحاضرات، ويؤدون الواجبات بانتظام، ويحرمون من المواد لو لم يحضروا من طريق الأنترنت. وشكا هتان فرحات من ارتفاع تكلفة التعليم عن بعد مقارنة بالانتساب كما أن نظرة المتعلم إلى أن الفرص الوظيفيه لا يمكن الحصول عليها عن طريق هذا النمط من التعليم وتختلف نظرة المجتمع إلى هذا الاسلوب من الدراسة. بدوره، اعتبر الدكتور صالح بن سبعان أستاذ إدارة الاعمال في جامعة الملك عبدالعزيز والكاتب الصحفي التعليم عن بعد أو التعليم المفتوح أوالتعليم المستقل أحد الطرق الحديثة في نقل المعلومة، ويعتمد مفهوم هذا النوع من التعليم على البعد المكاني بين مصدر المعلومة الذي في العادة يكون المعلم ومتلقي المعلومة وهو الطالب. وبين الدكتور بن سبعان أن لهذا الأسلوب من التعليم فوائد عظيمة، منها استيعابه للأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية العامة كل عام والتي تفوق سعة الجامعات، لافتا إلى أن هذا النوع من التعليم مكن الجميع من تلقي المعلومة والحصول على الدرجة دون أي اعتبار للسن أو الظروف أو البعد المكاني إضافة إلى أن التعليم عن بعد أحد وسائل رفع المستوى الثقافي والعلمي لدى كافة أفراد المجتمع. وأفاد أنه ظهرت في المملكة حاليا الكثير من المؤسسات التي تهتم بهذا النوع من التعليم وخصصت لذلك عمادات تقوم بخدمة الراغبين في ذلك برسوم مثل جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة أم القرى ، ولقد ظهرت أخيرا جامعات عالمية تعطي شهادات عليا مثل الماجستير والدكتوراه عن طريق هذا النوع من التعليم مثل أكاديمية التعليم المفتوح البريطانية وبعض الجامعات الأوروبية والأمريكية. يذكر أن التعليم عن بعد يعتمد على المواقع التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق الويب، وهي الخدمة التي شملت المحتوى للتعليم الذاتي إضافة لإمكانيات التواصل والتشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع أو البريد الإلكتروني، وظهرت حديثا الفصول التفاعلية التي تسمح للمعلم أو المحاضر أن يلقي دروسه مباشرة على عشرات الطلاب في جميع أنحاء المعمورة دون التقيد بالمكان بل وتطورت هذه الأدوات لتسمح بمشاركة الطلاب بالحوار والمداخلة.