أكد عميد عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجامعة الملك فيصل الدكتور عبدالله بن عبدالوهاب الفريدان أن التعليم مدى الحياة من الأهداف الاستراتيجية الكبرى للجامعة التي تسعى دوما لتقديم العلم النافع لكافة شرائح المجتمع بلا استثناء وعلى رأسهم الذين تشملهم الخدمات المجتمعية النوعية من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين تحت مظلة الضمان الاجتماعي وكذلك المستفيدين من الجمعيات الخيرية ومرضى السرطان والفشل الكلوي والموقوفين في الإصلاحيات حيث تحجز لهم الجامعة 50 مقعدا كل عام وكذلك يتم حجز 10 مقاعد مجانية لعدد من موظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنح مقاعد مجانية للدراسة عن بعد لأسر شهداء الواجب تقديرا لما قدموه من تضحيات لأجل الوطن مبديا ارتياحه من حرصهم الكبير على التحصيل العلمي واستثمار هذه الفرصة الثمينة التي اعتبرها نافذة مشرعة نحو الطموح والأمل ولهؤلاء جميعا سعت الجامعة في هذا الموضوع لتثبت أنه ليس من أهدافها الربح المادي وإنما الرغبة في نشر المعرفة وإعطاء الفرصة تلو الفرصة لهذه الفئات للاستزادة من هذا المعين الذي لا ينضب. هل استطاع التعليم عن بعد الوصول إلى كافة فئات المجتمع؟ ‐ النمو المطرد في أعداد الطلاب والطالبات الملتحقين ببرنامج التعليم الإلكتروني بالجامعة يعطي الدلالة على النجاحات المتلاحقة والإنجازات المتوالية للعمادة خلال عمرها الزمني القصير، حيث يدرس في هذا البرنامج عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات في حين بلغ عدد المقررات التي قدمتها عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لخدمتهم 540 مقررا والأساتذة الذين شاركوا في تدريس هذه المقررات 256 أستاذا من داخل الجامعة وخارجها ويؤدون الاختبارات في 121 مركزا في مختلف محافظات ومناطق المملكة، وكذلك في بعض دول الخليج كقطر والكويت وهذا البرنامج استطاع أن يصل إلى جميع فئات المجتمع الصغير منهم والكبير المتقاعد والعاطل ممن لديهم الرغبة الصادقة في التحصيل العلمي والتعليم المستمر وهذا هو هدف الجامعة حيث لا يقتصر تقديم العلم للطلبة المنتظمين فقط ولكنه التعليم مدى الحياة والتعليم عن بعد يقدم هذه الخدمة ويسعى إلى تسهيلها على أبناء المجتمع جميعا بلا استثناء، وأذكر أحد الطلبة الذي كان على تواصل معي وقد تقاعد مؤخرا من شركة الكهرباء بعد أن بلغ من العمر 59 عاما حيث أجاب عن سبب التحاقه في الدراسة وهو في هذا العمر بأن الفرصة سانحة ومتاحة من قبل الجامعة ويرغب في الدراسة ليس من أجل الشهادة فحسب وإنما للاستزادة من المعرفة والعلم وهذا وأمثاله منبع سعادة لأننا استطعنا منحه الفرصة للثقافة والرقي من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وأشير هنا الى أننا استطعنا أن نصل من خلال هذا البرنامج لترشيد استخدام التقنيات فقد كان هناك استخدام خاطئ للتقنية من قبل كثير من الشباب فبوجود هذا النوع من البرامج التعليمية بدأت العملية في الاتجاه نحو الأمثل وهو استخدام التقنية بما يعود بالمنفعة على المجتمع حيث استطاعت الجامعة أن تغطي هذا الجانب بالإضافة إلى خدماتها العلمية المتميزة. المنافسة قوية كيف ترون المنافسة بينكم وبين الجامعات الأخرى في مجال التعليم عن بعد؟ ‐ المنافسة مع الجامعات الأخرى في مجال التعليم عن بعد تعد حافزا للمزيد من الإنجازات وشحذ الهمم والتميز في تقديم برامج التعليم بطريقة جذابة وديناميكية وفعالة وقد تميزت جامعة الملك فيصل في تقديم هذه الخدمة بشكل لافت للنظر فخلال فترة زمنية وجيزة دخلت مضامير المنافسة والوصول إلى المراتب الأولى في التعامل مع التعليم عن بعد في المملكة والكل يشير إليها بالبنان في هذا الجانب والخيار أولا وأخيرا بيد الطالب الذي يرغب في الدراسة، والمجال أمامه متاح ووجود هذه الخيارات للمواطن تدفع نحو مزيد من التطوير للعمل الأكاديمي والتعليمي وعدم وجود منافس فذاك حتما دافع للتفوق، فوجود الجامعة الإلكترونية وغيرها من الجامعات السعودية يحفز الجامعة لكي تبذل قصارى جهدها للوصول إلى مصاف الجامعات العالمية وبالتالي لن يستطيع أحد الوقوف أمام هذا التطور والرقي. الدراسات العليا ماذا عن إدراج الدراسات العليا في برامج التعليم عن بعد؟ ‐ الجامعة حريصة كل الحرص على ذلك فالبرامج القائمة في الجامعة بدأت في برامج البكالوريوس في ثلاث كليات هي (التربية والآداب وكلية إدارة الأعمال) قدمت من خلالها مجموعة من التخصصات وهي (تخصصات كلية الآداب) و(تخصص إدارة أعمال) وبالنسبة لكلية التربية هناك (تخصص تربية خاصة) هذا بالنسبة لمرحلة البكالوريوس أما في ما يخص مرحلة الماجستير كإحدى مراحل الدراسات العليا فالعمادة تواصلت مع هذه الكليات وكذلك تم التواصل مع وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي في هذا الخصوص وقد وعدوا خيرا في هذا الموضوع والكليات حاليا تعمل على البرامج التي ستقدم من خلال عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مرحلة الدراسات العليا. إيقاف التحويل ماذا عن القرار الذي اتخذته الجامعة في إيقاف التحويل من الانتساب إلى الانتظام؟ ‐ في البدايات كان المقصد الأساسي من ذلك هو تحفيز الطلاب للالتحاق بهذا النوع من التعليم لضمان النجاح لهذا المشروع ومع اطراد عدد الملتحقين بالبرنامج رأت الجامعة أن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تكدس الطلاب في الانتظام بشكل كبير، فارتأت أن يوقف هذا الجانب ويعلن للطلاب هذا الأمر فتحددت الرؤية للراغبين في الدراسة سواء في الانتظام أو الانتساب ومعرفة الاتجاه الصحيح منذ البداية، وإنني اشعر بالفخر وأنا أشهد ثمرة الجهود وقد بدأت تتبلور فأعداد الطلاب في تزايد مستمر مما يعكس ما وصلت إليه الجامعة في هذا المجال من نجاحات كبرى من خلال جودة المعطيات، وإيجاد الحلول السريعة الناجعة للمشكلات التي قد تعترض مسيرة العلم والتحصيل لأبنائها الطلاب سواء في مجتمع الأحساء أو في المملكة ودول الخليج بشكل عام، ففي كل مكان قد تذهب إليه تجد منتسبا للجامعة وهذا هو الإنجاز الذي ابتغيناه أن تكون قدمت لهذه الأعداد الكبيرة من المنتسبين سواء من القطاع العام أو الخاص أو من غير الموظفين الفرصة لتحسين أوضاعهم المعيشية والأسرية والثقافية من خلال الارتقاء بالمعرفة، وفي المراحل القادمة ستحرص الجامعة على تقديم برامج الدراسات العليا حيث ستستقطب القياديين في الدولة بحكم أن الدراسات العليا لها ميزة خاصة مما سيعطي الجامعة خطوة للأمام في موضوع التعليم عن بعد وخدمة المجتمع في هذا الجانب ونشير إلى أنه تم تدريس بكالوريوس تقنية المعلومات الحاسوبية عبر التعليم المطور للانتساب، وهذا البرنامج يخدم من يرغب بالتخصص في الحاسب الآلي وكذلك طالبات كليات المجتمع وهناك أسباب عديدة لطرح هذا البرنامج أهمها الحاجة الماسة إلى المزيد من المتخصصين في تقنية المعلومات بالمملكة بالإضافة إلى الطلب المتوقع من أفراد المجتمع الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالدراسة في الجامعات بسبب عدم تحقيقهم الشروط المرتبطة ببرامج البكالوريوس عن طريق الدراسة بالانتظام أو لالتحاقهم بوظائف في مختلف القطاعات ويرغبون في مواصلة دراستهم بالأسلوب الحديث عن بعد وكذلك تزايد الطلب على برامج البكالوريوس في تخصصات الحاسب وتقنية المعلومات من خريجي برامج الدبلومات من كليات خدمة المجتمع والكليات التقنية لمواصلة دراستهم للحصول على درجة البكالوريوس، ومما مهد الطريق لذلك توفر الإمكانات من موارد بشرية وبنية تحتية كالمعامل المزودة بأحدث الأجهزة والقاعات والواسعة المزودة بأحدث تقنيات التدريس والعروض والتفاعل بين الأستاذ والطالب وكذلك الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها عمادة التعليم عن بعد بالجامعة في تقديم مثل هذا البرنامج وهناك توجه لدى كثير من الجامعات السعودية والعالمية إلى تقديم برامج تستخدم الأساليب والتقنية الحديثة في التدريس والتعليم فقلما نجد الآن أي جامعة لا تستخدم أو تقدم مثل هذه البرامج سواء بشكل كامل أو جزئي حتى في برامج الدراسات العليا بالإضافة إلى قيام وزارة التعليم العالي بإنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية مما يعكس التوجه المستقبلي لبرامج التعليم الإلكتروني وهذا البرنامج يهدف لتأهيل الدارسين للقيام بمهارات التخطيط والإدارة والدعم الفني لتقنية المعلومات في المؤسسات والشركات التي يعملون بها وتزويدهم بالمعرفة الكافية التي تجعلهم قادرين على التعامل مع بيئات مختلفة من تقنيات المعلومات والقيام بمختلف المهام من اختبار وإدارة وصيانة ودعم فني وتزويدهم بالمعرفة في التعامل مع المحتوى الرقمي في أنظمة تقنية المعلومات في الجهات التي يعملون بها. الخدمات الجديدة ما الخدمات الجديدة التي أطلقت لسهولة وانسيابية التحصيل العلمي وحضور المحاضرات لطلبة برنامج التعليم عن بعد؟ ‐ تم استغلال أحدث ما توصل إليه عصرنا الراهن من الأجهزة الذكية وبات بإمكان الطالب الدخول على محاضراته المسجلة من هذه الأجهزة كالآيباد والآيفون والأندرويد في أي وقت وفي أي مكان ويستطيع حضور المحاضرات المباشرة في أي مكان من خلال الأجهزة الإلكترونية وذلك بهدف حل مشكلة من يرتبط بعمل أو موعد في وقت المحاضرة المباشرة بحيث يستطيع الحضور وعدم تفويت موعد المحاضرة وهذه الخدمة جاءت حرصا من الجامعة لتسهيل حضور المحاضرات لطلبتها ومواكبة أحدث التقنيات علما أن الدخول على هذه البرامج لا يحسب في حساب درجات المشاركة. تبادل الخبرات هل يوجد تبادل للخبرات والمعلومات والتجارب بين عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وكليات وعمادات الجامعة الأخرى؟ ‐ من أجل توثيق التواصل بين كليات وعمادات الجامعة وتبادل المعلومات والتجارب بين بعضها البعض، حيث استقبلنا العديد من العمداء وأطلعناهم على تاريخ ورؤية وأهداف العمادة والمحاضرات المسجلة وأنواع التدريب الإلكتروني، ومناقشة أوجه التعاون، ومن بينها تقديم الخدمات الإلكترونية للكليات وكذلك تقديم برامج عن بعد، وتمت مناقشة العديد من الاقتراحات مثل مقترح برنامج تجسير لطلبة العلوم الصحية، كما أبدت كلية إدارة الأعمال اهتمامها بتقديم برامج مثل التسويق والموارد البشرية واقترحت فكرة تقديم برامج تنفيذية لكبار الموظفين في الشركات وناقش الاجتماع إمكانية تقديم برنامج MBA عن بعد وتقديم التدريب الإلكتروني على أنظمة بلاك بورد لأعضاء الهيئة التدريسية، تصميم بعض المقررات أو جزء منها إلكترونيا لطلبة كلية الهندسة، والاستفادة من ذلك كدروس إضافية لتقوية الطلبة بالإضافة إلى استخدام نظام التعليم الإلكتروني كأحد البدائل المتاحة لتدريس طالبات الكلية اللاتي تم قبول أول دفعة منهن هذا العام ودار نقاش بين المجتمعين حول إمكانية تقديم حلول للمشاكل التي تواجهها كلية الهندسة في البحوث الدراسية وتقديم التدريب الإلكتروني على أنظمة بلاك بورد لأعضاء الهيئة التدريسية بالكلية وكذلك تطوير بعض المقررات إلكترونيا للكلية، ومناقشة إمكانية افتتاح برامج جديدة مثل بكالوريوس تدريس الحاسب الآلي في طور الاعتماد بكلية التربية.