لا تتناسب أهمية مستشفى ضمد العام بجازان، مع الحالة التي بدا عليها مؤخرا، إلى الدرجة التي يفتقد فيها للكثير من الكوادر في كافة الأقسام. ورغم أن المستشفى يفترض أن يخدم 70 ألف نسمة يعيشون في المحافظة وفي 200 قرية، إلا أن الخدمات التي تم توفيرها فيه لا تواكب خدمة هذا العدد. الامتثال للأنظمة، ونفى أي تقاعس في التفتيش أو أداء الواجب، أو التطوير، مشددا على أنه يعد نفسه واسطة لمن يريد إنهاء معاملته سواء في المكتب أو حتى في الوزارة. زرت المستشفى بدءا من قسم الطوارئ والحوادث، فوجدته يفتقد الكثير من المقومات، فيما وجدت قسم تنويم الرجال مغلقا منذ أكثر من نصف العام، لأسباب لم ترد عليها إدارة الشؤون الصحية بمنطقة جازان، فيما صيدلية المستشفى تغلق أبوابها في وجه المراجعين بعد الساعة الثانية عشرة ليلا. لكن المراجعين يعتقدون أن هناك من يسحب الكوادر الطبية من المستشفى، ويحيلها إلى مستشفيات أخرى، بلا سبب، الأمر الذي يجرد المستشفى من كوادره، وكأن أبناء ضمد وقراها لا يمرضون، لذا تراجعت الخدمة وأغلقت على إثر ذلك أبواب أقسامها، فلا طبيب تخدير ولا طبيب أشعة تلفزيونية، ولا تنويم رجال ولا طبيب عظام، كما لا تجرى عمليات بالمستشفى، ولا تتوفر حتى اجهزة انذار مبكر في حالة حدوث حريق بالمستشفى. من هنا تضاعفت الشكوى من المراجعين من سوء الخدمات التي يقدمها لهم المستشفى، معتبرين الحالة التي هم عليها لا تعني إلا انهياره. وهذا ما أكده خالد ناصر الحازمي، مشيرا إلى أنه سبق أن أبلغ محافظ ضمد بوضع المستشفى السيئ وسوء الخدمات التي يقدمها، والنقص الموجود في الكوادر الطبية والعجز في التخصصات، وذلك بحضور مدير مستشفى ضمد منصور قصادي الذي اعترف بالنقص في الكوادر الصحية في المستشفى. وقال: بات واضحا أن المنظومة الصحية بالمستشفى ماتت إكلينيكيا وأن الإهمال ونقص الأطباء وأعطال الأجهزة هو العامل المشترك بالمستشفى، بالرغم من إنفاق الدولة أيدها الله للملايين لتجهيز المستشفى من أجهزة ومعدات، من أجل العناية بأبناء المنطقة، لكن لماذا يتم التنازل عن كل هذه الخدمات ليتساقط المستشفى، ويصبح مجرد جهة تحول المرضى إلى المستشفيات الأخرى ولم يجد المريض حلا بديلا إلا اللجوء إلى المستشفيات الخاصة، فضلا عن أن المستشفى غير قادر على إجراء عمليات في كافة التخصصات مما يضطره إلى تحويل المريض إلى المستشفيات البعيدة وتبدأ الرحلة والمعاناة للبحث عن العلاج. ويضيف عبدالحافظ رشيد الحازمي (احد المراجعين) أن من يتردد على المستشفى ليلا أو نهارا، يكتشف المعاناة، فلا أطباء ولا ممرضات، فقط غرف خالية بالرغم من كونها طوارئ للحالات الطارئة والحرجة والحوادث. ويشير عدد من المراجعين بالمستشفى، إلى أنهم يضطرون للجوء إلى المستشفيات والعيادات الخاصة لعلاج مرضاهم، بالرغم من أن المستشفى يضم كل الإمكانات وتوفر الأجهزة. وقال المراجع عثمان الصافي: كنا في السابق نطالب بإضافة عدد أسرة على ال50 سريرا الموجودة لفك زحام المراجعين من المرضى وحتى يغطى الكم الهائل من المرضى المراجعين بالمستشفى، إلا أننا في الفترة الأخيرة نسينا هذا الطلب بسبب المشاكل الجديدة التي حلت بالمستشفى والنقص الحاد في خدماته للمرضى والتدهور السريع الذي حل بالمستشفى والذي اصبح هيكلا بدون روح، وانعكس ذلك على المرضى. ويسرد حسن عر تفاصيل تجربته مع المستشفى، عندما رافق ابنه المريض للمستشفى وهو يعاني من آلام شديده في بطنه، وقال: عدت بوصفة مكتوب فيها العلاج بسبب اغلاق الصيدلية أبوابها بعد الثانية عشرة ليلا، وتوجهت فورا لإحدى الصيدليات بالمحافظة لشراء الدواء. «عكاظ» اتصلت بالمتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة جازان محمد صميلي، وعن طريق الفاكس والإيميل، وذلك لمعرفة الأسباب التي أدت إلى وصول حال مستشفى ضمد إلى هذا الحال وكذلك أسباب النقص الشديد في الخدمات الصحية وعدم توفر الكوادر الطبية وإغلاق قسم التنويم كل هذه المدة ولكن لم نحصل على أي رد.