تعتبر محافظة ضمد من المحافظات المزدحمة بالسكان والمساكن ومن المحافظات الكبرى بمنطقة جازان إذ يتبع المحافظة لوحدها أكثر من 270 مركزا وقرية وهجرة ويسكنها أكثر من 80 ألف نسمة تقريبا جميعهم يراجعون بمرضاهم مستشفى ضمد العام ويتزاحمون على 50 سريرا فقط حيث كان من المفروض أن تكون عدد الأسرة بهذا المستشفى أكثر من 300 سرير على الأقل قياسا بعدد المراجعين الذين يدخلون بوابة المستشفى يوميا وبالرغم من وجود غرف بالدور الثاني مغلقة تتسع لأسرة أخرى ولكن لا يستفاد منها. وأوضح عدد من المراجعين المرضى أن معاناتهم وانتظارهم لساعات طويلة تتزايد من أجل الحصول على الفحص والدواء، وأكدوا جميعهم في حديثهم ل «عكاظ» عن العجز الكامل الذي يطال مستشفى ضمد العام من الكوادر الطبية والممرضين يقابل هذا العجز العدد الكبير من المراجعين المرضى. يتحدث المراجع أحمد دعاك قائلا: إن المستشفى بحاجة إلى توسعة وزيادة في الكادر الطبي المتخصص بسبب العدد الهائل من المراجعين والوقت الطويل الذي ينتظره المريض حتى يتم له صرف الدواء لمرضه، ويضيف دعاك: إن بعض الأوقات وفي أثناء مراجعتنا لا نحصل على أرقام الدخول على الطبيب من «كاونتر» استقبال المرضى لكثرة المرضى المراجعين الذين لا يتحملهم مستشفى ضمد لمحدودية أطبائه وغرف تنويمه، والأمر المهم هو: لماذا توقف مستشفى ضمد على الخمسين سريرا فقط رغم المنشآت الصحية الكبيرة والجديدة التي سمعنا عنها في ميزانية الصحة لهذا العام في هذا الوطن المعطاء والتي تجاوزت 54 مليار ريال والجميع يعرفون بأن هناك غرفا في الدور الثاني بالمستشفى مقفلة لماذا لم يتم إضافة أسرة للمرضى فيها، وإلى متى تستمر معاناة مرضى ضمد في شح التنويم وعدم الحصول على كراسي، وتزداد معاناتهم أثناء الانتظار في الممرات من أجل الحصول على الفحص والعلاج بسبب كثرة المراجعين. المريض محمد خالد أحد المراجعين في قسم الباطنية يقول: منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا وأنا أنتظر دوري على كرسي الانتظار والآن الساعة تشير إلى الحادية عشرة والربع ولم أتمكن من الدخول على الطبيب ومن المتوقع أن لا أحصل على الدواء لأن طبيبا واحدا لا يكفي لكل هؤلاء المراجعين الموجودين على كراسي الانتظار بمعنى أن هناك عجزا في الكادر الطبي وخاصة في قسم الباطنية، أما قسم العظام فلا يوجد أحد وكذلك أخصائي الأشعة الذي يداوم يوما واحدا في الشهر الأمر الذي أدى إلى أوامر التحويل إلى المستشفيات الأخرى بالمنطقة لمعظم المراجعين. أكثر من 75 مريضا بالفشل الكلوي بدون أجهزة غسيل بمستشفى ضمد، وكلهم يعانون من تفاقم ومضاعفات مرض الفشل الكلوي، وعدد المرضى بالكلى بضمد في ازدياد، وجميعهم يعانون الأمرين الألم وعناء السفر بقطع المسافات الطويلة، فبعضهم يسلكون الطرق الوعرة وغير المعبدة والبعض الآخر يأتون من المناطق الجبلية من أجل الوصول إلى وحدات الغسيل في المستشفيات البعيدة.. وقد تذمر عدد من المرضى الذين يعانون من مرض الفشل الكلوي من عدم توفر أجهزة لغسيل الكلى بمستشفى ضمد العام الأمر الذي أدى إلى قطع المسافات الطويلة بحثا عن العلاج وهم في حالة مرض، وكذلك صعوبة التنقل عبر الخطوط الرملية من أجل الغسيل.. يقول فهد مطهري مريض بالفشل الكلوي: توجد حالات من المرضى بالفشل الكلوي يحتاجون إلى ثلاث جلسات أسبوعية وهذا يحتاج إلى تكاليف الذهاب والعودة رغم ضيق حال بعضهم بسبب دخلهم المحدود، ويتمنون أن تنتهي معاناة تنقلاتهم ويتيسر علاجهم .. فهؤلاء محتاجون إلى تركيب عدد من الوحدات للغسيل بمستشفى ضمد العام تكفي لعدد المرضى المصابين بالفشل الكلوي لقربهم من هذه الوحدات ولتسهيل علاجهم وحتى يخفف العبء الشديد على المرضى.. ومن المعروف أن مستشفى ضمد يفتقد تماما لهذه الأجهزة منذ إنشائه والمرضى يفتقدون هذه الخدمة بالمستشفى. إبراهيم جعفري مريض بالفشل الكلوي يبدأ الأسبوع بحثا عن العلاج وتبدأ معاناته مع الرحلات العلاجية لمراكز الغسيل الكلوي وصعوبة العودة بعد الغسيل.. فلا ندري إلى متى نستمر على هذا الحال وما فائدة مستشفى ضمد إذا لم تتوفر فيه هذه الوحدات. ويقول خالد: تعبت من معاناتي من المرض ومن السفر ثلاثة أيام في الأسبوع وأنا على الطريق العام من أجل الغسيل، نتمنى نحن المرضى الحل السريع لمشكلة معاناتنا هذه والنظر إلى حالنا بعين العطف والرحمة وإنهاء مشكلتنا بأسرع وقت ممكن. من جهته، أكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان محمد الصميلي أنه تم فتح مظاريف مناقصة مركز غسيل الكلى بمستشفى ضمد، وكذلك التحليل الفني، مبينا أن «إجراءات الترسية في مراحلها الأخيرة».