جل ببصرك أو بسمعك وتنقل بين قنوات الأخبار، فسوف تجد أن العالم العربي ينهار على كل المستويات، وأن المواطن العربي غدا أكثر إحباطا عما سبق الثورات العربية التي ولدت من رحم مخطط الفوضى الخلاقة، وكل يوم والأحداث تثبت استهداف أمن واستقرار وطننا. والحادثة الأخيرة التي تمت في الأحساء وتزامنت مع أفعال تخريبية في محافظتي شقراء والخبر كانت ضمن الإشارات الصغيرة لذلك الاستهداف الذي بدأ منذ زمن بعيد، وتجدد بصورة مكثفة مع انطلاقة شرارة الفوضى الخلاقة.. ولم تكن هناك دولة عربية مستثناة، والسعودية ضمن الدول المستهدفة، وغدت الآن هي المستهدف الأكبر، كونها تمثل ثقل الاستقرار الإقليمي، فبعد سقوط الدول العربية الرئيسة (على خارطة الثقل العربي) ظلت السعودية المعادلة الصعبة التي لم يتم كسرها أو فك ترابط عناصرها، ولأن مخطط تفتيت المنطقة ما زال ساريا، فبلادنا ما زالت في موقع الخطر. والمستهدفون لوحدة وأمن وطننا يعملون على فك عناصر معادلة الوحدة الوطنية من خلال تثوير المجتمع من الداخل، ولعدم وجود تجاذبات سياسية داخلية، فقد ربوا الفرقة المذهبية بإتقان وأوغروا صدور المواطنين بهذه الفرقة، وهم الآن يلعبون على فك معادلة الوحدة الوطنية مذهبيا. وعلى المواطنين (قبل الدولة) التنبه من أين يأتي الخطر، فليس مقبولا الآن رفع المذهبية، سواء تم ذلك من خلال وسائل الإعلام أو من حناجر أئمة المساجد أو في مجالسنا، فالوطن ليس مذهبا، وليس عزبة يستقل بها أطراف دون أطراف، بل هو وطن الجميع، وما يمس فردا واحدا يمس الجميع (كلنا في واحد). وتقديرنا لرجال الأمن بسرعة القبض على منفذي حادثة الأحساء يجعلنا أكثر تنبها لاختيار المناطق ويزيدنا يقينا أن المستهدف هو فك معادلة الوحدة الوطنية، وهذا ما أشار إليه إعلان وزارة الداخلية الأخير، إذ أبان (الكشف عن شبكة إجرامية يرتبط رأسها بتنظيم داعش الإرهابي الضال؛ حيث تلقى الأوامر من الخارج وحدد له الهدف والمستهدفين ووقت التنفيذ والنص على أن يكون التنفيذ في منطقة الأحساء». وحماية الوطن ليست مسؤولية رجل الأمن بمفرده، بل هي واجب الجميع بالمحافظة على كل المكتسبات التي نعيش فيها وبها كأفراد وكوطن يظللنا من المخاطر المحدقة من كل صوب.