شيعت جموع غفيرة أمس، رجب بن مهوس المالكي أقدم ناسجي كسوة الكعبة، إلى مقبرة النسيم في الرياض، بعد أن أديت الصلاة عليه عصرا في جامع الراجحي، وشارك في تشيع الفقيد عدد كبير من الأهل والأصدقاء والأعيان والمسؤولين. وكان المالكي انتقل إلى رحمة الله أول من أمس الاثنين خلال تلقيه العلاج في أحد المستشفيات الخاصة في الرياض عن عمر ناهز 90 عاما قضى منها نحو 47 عاما في العمل في كسوة الكعبة حتى تقاعد 1426ه، وتتلقى أسرته التعازي في منزل ابنه سراج في حي إشبيلية شرق العاصمة الرياض، أو على الجوال (0599935364). ووصفه زملاؤه بالمهني النموذجي، وتعلم على يديه عشرات الخياطين والمطرزين في مصنع الكسوة المشرفة، عرف بأخلاقه الرفيعة وحب الخير، رأى النور في قرية شعب العصمان ببني مالك في الطائف عام 1350ه، وترعرع في جنبات قريته حتى انتقل إلى مكةالمكرمة والتحق بمصنع الكسوة المشرفة. وبين الفقيد في حوار سابق ل«عكاظ» أنه شارك في أول كسوة للكعبة بقيادة عبدالرحيم أمين بخاري واستمر العمل فيها ستة أشهر، وقال: «كان عملا مرهقا، لكننا كنا مستمتعون به، كان همنا الإنجاز، وعقدنا أول اجتماع في باب الملك سعود بقيادة بخاري، بعد تعميدنا بإنشاء أول كسوة بعد توقف المصنع في مصر، قمنا بالاستعانة بالكسوات القديمة، وعملنا عليها حتى أنجزنا الكسوة في موعدها المحدد»، مشيرا إلى أن ثاني كسوة عملت في مكةالمكرمة كانت في عهد الملك فيصل، وتم تجهيزها بالخيط والإبرة «كان العمل شاقا، كنا نريد أن نثبت للجميع أننا الأقدر على إدارة هذا العمل، ونجحنا». إلى ذلك، عبر الدكتور محمد باجودة مدير مصنع الكسوة عن أصدق مشاعر العزاء والألم لوفاة العم رجب المالكي رحمه الله. وقال: «أتقدم باحر التعازي وصادق المواساه باسمى ونيابة عن منسوبي مصنع الكسوة إلى أبناء وأقارب وذوي الفقيد»، مشيرا إلى أنهم برحيل المالكي خسروا أحد أهم الخبرات في خياطة أنفس وأغلى كسوة. وبين باجودة أن العم رجب ظل يخدم الكعبة المشرفة والمسجد الحرام أكثر من 47 عاما من خلال خياطة كسوة الكعبة المشرفة، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.