يعود صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني صباح غد الأربعاء، إلى الرياض بعد زيارة رسمية لواشنطن استغرقت أسبوعا التقى خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الدفاع وكبار القادة العسكريين وعدد من أعضاء الكونجرس. وقد حفلت زيارة الأمير متعب بجدول أعمال ضخم واجتماعات متوالية، وحظيت باهتمام كبير من الإعلام الأمريكي الذي وصف سموه بالمسؤول الكبير وصاحب كاريزما عسكرية قيادية. والتقى سموه في زيارته مع المبتعثين السعودين وأثنى عليهم وعلى تمثيلهم لبلدهم خير تمثيل والتزامهم بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، مؤكدا لهم أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه يوليهم جل اهتمامه، ودائما يؤكد على المسؤولين بضرورة العمل على تذليل كافة العقبات والصعوبات التي تواجههم، مشددا على ثقة القيادة فيهم وأنهم نواة المسقبل المشرق لوطن الأمن والأمان.. وطن العلم والمعرفة. الاجتماع مع أوباما وعقد سمو وزير الحرس الوطني اجتماعا مع الرئيس الأمريكي وصف بالسري، إذ لم يسمح لوسائل الإعلام بحضوره، حيث بحثا سبل تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين وترسيخها وفق مفهوم المكاشفة والوضوح. وأكد الأمير متعب للرئيس الأمريكي على ضرورة أن تتخذ واشنطن موقفاً حازما مع كل القضايا العربية وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وما يحدث للشعب السوري من قتل وتشريد بمساندة من إيران وحزب الله، إضافة إلى ما يحدث في العراق واليمن وليبيا. وشدد سموه على أن أمريكا بإمكانها أن تلعب دورا أكبر بمساعدة المملكة في إحلال السلام في المنطقة والعالم أجمع، وعدم قصر ما يدور في المنطقة على الإرهاب، موضحا أن الجماعات الإرهابية ما كانت ليكون لها وجود لو وجد حل للقضية السورية منذ اندلاعها، وموقف حازم ضد بشار الأسد الفاقد للشرعية. وأوضح سمو وزير الحرس الوطني أن الملف النووي الإيراني كان حاضرا وبقوة في مباحثاته مع الرئيس الأمريكي، واصفا أجواء النقاش بالإيجابية، حيث تطابقت وجهات نظر الجانبين في مجمل قضايا المنطقة، مؤكدا أن هناك اتفاقا على أن مستقبل سوريا هو من دون «الأسد». وقال سموه في تصريحات عقب الاجتماع: «على صعيد التطورات في المنطقة، وجدت حرصا من الرئيس أوباما على استقرار منطقة الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب أينما وجد». وقال بيان صادر عن مكتب المتحدثة باسم مجلس الأمن الوطني الأمريكي، برناديت ميهان «التقى الرئيس أوباما، الأمير متعب في البيت الأبيض، لبحث مصالحنا المشتركة في ضوء تطورات المنطقة، وتأكيد الشراكة القوية والدائمة بين بلدينا». وأضاف البيان «أعرب أوباما خلال اللقاء عن تقديره لمساهمات السعودية في التحالف الدولي لمحاربة داعش»، منوها إلى دور المملكة الحاسم في دعم السلام والأمن بما في ذلك تعاونها مؤخرا، مع الحكومة العراقية، ولفت إلى أن الجانبين بحثا جهود تشجيع الاستقرار في اليمن والاستجابة الدولية للقضاء على وباء إيبولا وتعزيز الأمن الصحي العالمي، ومستجدات المباحثات النووية لمجموعة (5+1) مع إيران. الأباتشي والبلاك هوك وزير الحرس الوطني أكد حرص خادم الحرمين الشريفين على تطوير الحرس الوطني وجعله قوة ضاربة يحسب لها ألف حساب، وذلك في إطار سعيه الدائم لتحديث وتطوير المنظومة العسكرية لكافة القطاعات العسكرية بحيث تكون على أعلى المستويات. وكشف سموه في تصريحات عقب اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، عن تسليم طائرات الأباتشي والبلاك هوك، للسعودية مطلع العام المقبل (2015م)، لافتا إلى أنه تم خلال اللقاء تناول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون بين وزارة الحرس الوطني ووزارة الدفاع الأمريكية.