خرجت تلك الليلة لأزور الأرصفة المجاورة لبيتنا، ألقي التحايا على ذكرياتي هنا وهناك.. في طريقي لمحت متجر الورود.. دخلت لألقي التحية، وأدلل عيني بما تمناه قلبي لسنوات وسنوات.. قتلني حياء تلك الوردة الحمراء «قيل إنها إعلان للحب في حين من الأحيان..!» ما إن اقتربت لألمسها صرخت تلك الوردة الصفراء بغيرة ثائرة معلنة عن عاطفة حادة.. «قيل ذات وله أنها إشهار لجنون الوصال!».. اقتربت لأستشعر جنونها حتى طهرت كل ذكرياتي تلك الوردة البيضاء.. منذ عرفت بأنها رمز للسلام والأمان والنقاء في ذاكرة العشاق والقلوب المتعبة. نظرت إلى الوردات الثلاث.. بعمق خالطه الشجن، وسألت نفسي: إني امرأة رأت في حياتها أكثر من ثلاثين ربيعا، وما زالت تنتظر أن تأتيها باقات من الورد..! ترى أين أولئك الذين يبتاعون الورد ويقدمونه؟!.. في تلك اللحظة سألت نفسي: هل يعقل أن هناك أيضا من ينتظر إهداء الورد مني؟!، وإلى متى سأنتظر أنا باقة تهدى لي.. حدثتني: لِم لا أبتاع واحدة وأهديها لنفسي..! أمسكت بالوردة البنفسجية، وقلت لبائعة الورد: أريد هذه من فضلك.. أو مهلا لا تغلفيها، فأنا أريدها كما هي! أخذت الوردة وهاتفت والدي. رد عليا كعادته دون تأخير وقال: «لبيك يا بنيتي» فقلت: «أبي هل من لقاء يكون؟» فقال: بالطبع.. كان والدي هو الرجل الوحيد الذي ينتظرني.. رحت لمنزله وفي قلبي مليون كلمة.. طرقت الباب.. فتح لي وابتسم.. أهديته الوردة التي أدمعت عينيه.. وقال: «أخيرا تذكرني أحد بوردة» احتضنته وضحكت ساخرة على نفسي حين حسبت أن انتظاري طال! وقلت في قلبي: «لا تفكر في انتظار الأمور لتحصل، ولكن فكر فيمن يستحق حصولها منك».