جدد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد تفاؤله بتحقيق المنتخب السعودي لقب دورة الخليج الثانية والعشرين لكرة القدم، لافتا إلى أن الأداء المتطور للمنتخب يدعو للتوقعات الإيجابية رغم صعوبة المنافسين، متمنيا أن يحظى الأخضر بدعم جماهيري كبير يعزز الثقة لدى اللاعبين بقدرتهم على الأداء المميز وتحقيق مستويات كبيرة تؤهلهم للمضي قدما نحو العودة لمنصات التتويج، والاستعداد للبطولة الآسيوية على نحو مميز ولائق. واعترف عيد في حديثه ل «عكاظ» أن أجواء خليجي 22 أثارت حنينه إلى ذكريات هذه البطولة معه ومكانتها في نفسه، وقال: ارتبطت ارتباطا وثيقا منذ أن كنت لاعبا وحتى اليوم، ولا سيما أن كأس الخليج تحمل ذكرى طيبة له ولكل أبناء المملكة على اعتبار أن الفكرة الملهمة التي انطلقت منها كأس الخليج للأمير خالد الفيصل والعمل الجبار للشيخ محمد آل خليفة، الذي حول الفكرة إلى دورة رياضية ذاع صيتها. ومضى يقول: يكفي أبناء الخليج فخرا أن تبقى الدورة محط اهتمامهم، فالجميع من الصغار والكبار يعون ما لها من مكانة وقيمة لدينا جميعا، وتشكل دورة الخليج حجر الزاوية في تجمع شباب المنطقة رياضيا، ومتعتها لا تقف عند حدود معينة بل تطال عشاق كرة القدم في كل مكان، وأعتقد أن تواجد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورؤساء الاتحادات القارية، وعدد كبير من قيادات الكرة العالمية في الرياض في افتتاح الدورة يؤكد على أهمية هذه الدورة وقوتها وثقلها التاريخي. قيمة فنية وتاريخية ومضى عيد قائلا: ما من شك أن هذه البطولة شهدت مستويات مميزة في الجولة الأخيرة ومفاجئة أيضا، لكن من يعرف البطولة سيعرف أن هذه الظروف واردة وحدثت أكثر من مرة، فالتاريخ يذكر جيدا أن معايير التنافس في هذه البطولة خاصة تزيد من قيمتها فنيا ومعنويا. ويسترجع ذكريات مشاركته فيها قائلا: شاركت ضمن صفوف المنتخب السعودي في الدورة الأولى بالبحرين، وفي الدورة الثانية التي استضافتها الرياض قبل 42 عاما، وكنت حينها حارس المنتخب الأول، وهي من الأيام الجميلة في حياتي لما لها من وقع خاص لن تجده في أي بطولة أخرى، عاصرنا ولادة دورات الخليج التي حققت نجاحا كبيرا وساهمت في تطور كرة القدم للمنتخبات الخليجية والتي البعض منها انطلقت إلى تحقيق البطولات القارية والإقليمية وكذلك المشاركات المشرفة لبعض منتخبات مثل المنتخب السعودي الذي تأهل 4 مرات لكأس العالم. ويزيد: هذه الدورة القاعدة الأساسية للكرة الخليجية قدمت العديد من الأسماء الكبيرة التي لا يزال البعض منها عالقا في الأذهان، ولاسيما أن في بطولة كأس الخليج الأولى (خليجي 1) في البحرين، تم اختيار 11 لاعبا فيها ضمن (منتخب للبطولة) ليتم تكريمهم على هامش البطولة وكنت أحد هؤلاء اللاعبين. أفضل حارس وحول لقب أفضل حارس الذي حصل عليه في الدورة الأولى قال: على المستوى الشخصي كان له أثر عميق، إذ لا تزال عالقة في ذهني تلك الأيام حين ظفرت بلقب الأفضل من بين الحراس في الدورتين الأولى والثانية، تمنيت أن نحقق كمنتخب الكأس، ولاسيما في البطولة الثانية التي أقيمت في الرياض، فقد كنا قريبين منها رغم قوة المنافسين مثل المنتخب الكويتي الذي استطاع أن يحققها أخيرا لكن قدر الله وماشاء فعل، أحبطنا كثيرا وظللنا منذ ذلك الوقت نحلم بحصد اللقب ولم يتسن لنا إلا عام 1994، وأتمنى أن أحقق حلمي الذي انتظرته 42 عاما هذه المرة بتتويج المنتخب السعودي بالبطولة وأنا رئيس لاتحاد كرة القدم. مواقف لا تنسى ويسترجع بعض المواقف ويقول: في البطولة الأولى خضنا مباراة قوية أمام الكويت وكان المنتخب السعودي البادىء في التسجيل عن طريق النور موسى (رحمة الله)، وكانت المباراة قوية جدا إلا أن المنتخب الكويتي استطاع أن يسجل ثلاثة أهداف مكنته من الفوز، وفي الرياض كان جميع اللاعبين أمثال سعيد غراب ومحمد المغنم (الصاروخ) وخالد التركي والنور موسى وبقية الزملاء لديهم الروح العالية، وكانت العلاقة التي تربطنا ببعض كلاعبين علاقة قوية جدا وكان هاجسنا تحقيق البطولة، ولاسيما أن المنتخب السعودي في تلك البطولة في أفضل حالاته واستطاع أن يحرج المنتخب الكويتي حامل اللقب لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي 2/2، واستطاع المنتخب السعودي المنافسة بقوة وخسرنا البطولة بفارق بسيط، ليحافظ أخواننا في المنتخب الكويتي على البطولة وحصلت على أفضل حارس، وزميلي سعيد غراب على لقب الهداف، كما أتذكر بأن المنتخب السعودي في الدورة الأولى لم يكن لديه ملابس تدريب، وكل لاعب يرتدي لونا مختلفا، بينما اليوم فإن المنتخب السعودي و المنتخبات الأخرى لديها ملابس خاصة لتدريب وملابس معينة يتم تصميمها من قبل شركات متخصصة تصنع له ملابسه ولا يسمح لأي لاعب التدرب باللون الذي يرغبه أو يلبسه وهنا الفرق بين الأمس واليوم. تبادل خبرات ويضيف عودتنا دورات كأس الخليج على الإثارة، وكان فيها المنتخب المرشح لا يفوز بالبطولة إلا فيما ندر، ومنذ ذلك الوقت وهي تتصف بالإثارة الإعلامية والمنافسة الميدانية والجماهيرية وهذه حلاوتها التي جعلت منها واحدة من أنجح الدورات واستمرارها نصف قرن رغم تقريبا. وأتذكر أنني خرجت بحصيلة جيدة من العلاقات وتربطني أواصر قوية مع زملائي في الخليج منهم إبراهيم بوجيري من البحرين، مروزق سعيد، العصفور من الكويت، سلطان مناحي من السعودية سعيد غراب وكافة زملائي اللاعبين في تلك الفترة، مبارك سعيد خالد بلان من قطر، وأضاف أبو رضا كنت الحارس الوحيد الذي لعب 3 دورات، وحزت على لقب الأفضل مرتين، وفي الثالثة كنت ثانيا. وعن تقييمه للدورة الحالية، قال: تسير على ما يرام، نتمنى أن تظهر بالمظهر الذي يليق بالمملكة العربية السعودية ولا أخفي عليك بأنني أمني النفس بتحقيق الكأس، وسنبذل كل جهد لإسعاد الجماهير الرياضية التي أثق بها في مؤازرتها للمنتخب والاستمتاع معه بفعاليات الدورة، وإذا كتب الله لنا الفوز فهي هديتنا لأبناء المملكة العربية السعودية، وأملي بالله كبير بأن يكون اللقب سعوديا، خاصة أننا وفرنا الإعداد الأمثل لفريقنا من أجل الفوز الذي هو طموحنا وطموح الجمهور السعودي الذي ندرك مداه في بطولتي كأس الخليج وكأس آسيا. وتطرق لمنتخب الإمارات ومباراتنا القادمة معه قائلا: كل الاحتمالات واردة في عالم كرة القدم، سنواجه حامل اللقب في مباراة حاسمة وإقصائية، لذا نتمنى أن نوفق فيها، نحترم الفريق الإماراتي، لكننا واثقون من شبابنا من لاعبين وجماهير بأنهم سيكونون في الموعد. وختم حديثه بالقول: أحمد الله أنني كنت لاعبا في كرة القدم، وأمضيت العمر مع هذا اللعبة، ورصيد المحبة الذي كونته من خلالها يجعلني دائما في خدمتها، وأسعد جدا بلقاء شاب عاشق لهذه اللعبة يحذوه الأمل في غد مشرق، أو برجل مسن أحب اللعبة في الزمن الذي كنت فيه لاعبا، والشيب الذي غزا رأسي هو نتاج سنوات من العطاء والبذل في سبيل الوطن، فأنا الآن في الستينات من العمر وإذا كان لكرة القدم شيء منه فسيكون جزئيا لأنني عملت في قطاعات متعددة حكومية وخاصة، وخدمت وطني في شتى المجالات وسأظل وفيا له ما حييت، ومهما عملنا وقدمنا سنظل مقصرين معه، ونتمنى أن يوفقنا الله لرضاه أولا ثم خدمة هذا البلد الغالي.