أكدت النائبة السابقة لرئيس الائتلاف السوري المعارض الدكتورة بسمة قضماني أنه لا دور لبشار الأسد في أية تسوية مستقبلية للأزمة السورية، سواء كانت روسيا شريكة فيها أم لا. واعتبرت، في حوار ل«عكاظ»، أن تحرك الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب هدفه إعادة الاستقرار إلى سورية والوصول إلى نهاية لهذه المأساة. ثمة حديث عن تسوية وشيكة يعمل عليها الروس، كيف تنظرين إلى المسألة؟ ‐ لمدة سبع أعوام ونصف لم تتحرك روسيا للضغط على نظام الأسد أو لإدانة ممارساته على الأرض، فإذا كانت هناك اليوم نية عند الروس بإعادة فتح صفحة جديدة لإعادة الاستقرار إلى بلد أحداثه تهدد المنطقة بأكملها، فالمؤشر الوحيد الذي يمكن أن نقرأه على أنه إيجابي أن يتم الضغط على النظام من أجل التحرك باتجاه مرحلة انتقالية، تنتزع فيها الصلاحيات كاملة من بشار الأسد؛ لكي تتحول إلى حكومة انتقالية وحكومة وحدة وطنية، وفي هذا الحال نكون قد بدأنا مرحلة انتقالية. هناك مرونة كبيرة لدى المعارضة اليوم، وهناك توقعات عند كل من ناضل منذ ثلاث سنوات ونصف ودفع ثمنا غاليا لانتزاع حقوق الشعب السوري، ولكن هناك أيضا واقعية بأننا في حاجة إلى استقرار في هذا البلد، ولذلك نحن بحاجة إلى تعاون مع الدول التي دعمت هذا النظام والوصول معها إلى صيغة تنقلنا إلى مرحلة تعيد الاستقرار. هل أنتِ مع تحرك معاذ الخطيب وما أعلنه تحت عنوان «هل تشرق الشمس من موسكو»، هل أنتِ مع هذا التوجه وهذه السياسة؟ ‐ بكل تأكيد، نحن بحاجة إلى التواصل مع كل دول المنطقة والخارج، حلفاء النظام هم من قرر أن حريات الشعب السوري أقل من الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية لهذا البلد. وبالتالي، علينا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار. لا نستطيع أن نخوض أكثر من معركة ونفتح مئة جبهة، وفي الجبهة الجيوسياسية من الصعب على الشعب السوري وحده أن ينتصر فيها، هو بحاجة إلى التشاور مع الدول الكبرى وتعاونها؛ لكي نعيد الاستقرار إلى سورية، وبالتالي روسيا مهمة، ودول أخرى كذلك ننتظر منها أن تلعب دورا في الضغط على النظام وفي التعاون لإعادة الاستقرار إلى سورية. نحن لم نقم بهذه الثورة لا ضد روسيا، ولا مع الولاياتالمتحدة، ولا من أجل الغرب، ولا من أجل أي شيء آخر، إلا حرية وكرامة هذا الشعب. وإذا كان عن طريق التعاون مع كل الدول نستطيع أن نعيد إلى سورية وإلى السوريين سوريتهم. فنحن نسير في هذا الطريق، وأعتقد بأن معاذ الخطيب يعي ذلك ويتصرف بحكمة كاملة. ما الذي تغير، حتى يتغير الموقف الروسي باعتقادكم؟ ‐ لا أعلم إذا كان حقيقة تغير الموقف الروسي، وإذا كانت روسيا تقرأ الوضع الأمني في سورية على أنه خطير ويستحق تغيير موقفها، فهذا سيكون طبعا تطورا إيجابيا. أما إذا كانت روسيا تعتقد أن النظام لديه قوة على الأرض تسمح له إما بالحسم العسكري أو الوصول إلى حل سياسي لصالحه، فهذا لن يأخذنا إلى أبعد من التصريحات التي سمعتها. هل هناك مكان للأسد، بالنسبة لكم كمعارضة، في المرحلة الانتقالية؟ ‐ لن يكون هناك أي دور لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية، من المستحيل أن يستطيع رجل مسؤول عما حدث في هذا البلد أن يكون له دور في مستقبل سورية السياسي، والذي نعنيه بالدور اليوم هو الصلاحيات لبناء سورية مستقرة وعلى أسس ديموقراطية. هذه مبادئ مستحيل أن يكون بشار الأسد قادرا على القيام بها، وبالتالي بطبيعة الحال نوعية المرحلة الانتقالية تتطلب أن يتخلى عن صلاحياته، وهذا موقف ثابت بالنسبة لنا كمعارضة سورية.