قال الدكتور حسين خيري استشاري أمراض الشبكية والجسم الزجاجي بمستشفى مغربي بجدة إن العلاج بالحقن في العين علاج جديد ظهر في السنوات الأخيرة، وأضاف كثيراً لمرضى الشبكية وفتح لهم بابا من الأمل لم يكن موجوداً من قبل؛ لأنها وسيلة ما بين العلاج العادي التقليدي بالقطرات أو الليزر، ومرحلة العمليات الجراحية، وتساعد العلاج بالليزر، وهي عن طريق استخدام إبرة رفيعة جداً تحت الميكروسكوب كأنها قطرة، وتتيح للعلاج المناسب الوصول مباشرة داخل العين، ويؤدي دوره على الشبكية أو مركز الإبصار، وهو الجزء الذي يرغب الطبيب وصول تأثير العلاج عليه بدون أن يؤثر على باقي الجسم. وأوضح أن هناك مجموعة علاجات مختلفة تستعمل عن طريق الحقن معظمها يعمل على اعتلال مركز الإبصار، مثل علاج مرض شيخوخة مركز الإبصار؛ وهو ظهور غشاء دموي تحت مركز الإبصار ويبدأ بعد سن الستين، ويؤثر على النظر بصورة كبيرة، وفي حالة علاجه في أول مراحله يؤدي إلى الاختفاء تماماً والحفاظ على نظر المريض، وقبل ذلك كان العلاج يتم عن طريق الليزر البارد أو الليزر الحار، وكان الليزر يترك أثرا يؤثر على النظر، والعلاج بالحقن أفاد المرضى كثيرا جداً، وهناك مرضى الجلطات التي تصيب الوريد الرئيسي أو الوريد الفرعي هؤلاء من أكثر الأشخاص الذين يستفيدون من علاج الحقن، وخصوصاً المرضى الذين يعانون من وجود جلطة في الوريد الرئيسي للعين، ويصاحبها ارتشاح في مركز الإبصار حيث كانوا لا يستفيدون من إجراء الليزر أو أي علاج، أما مرضى السكر فإن نسبة كبيرة منهم تعاني من ارتشاح مركز الإبصار، والحقن علاج مساعد بصورة كبيرة جداً لليزر الذي يجرى لمركز الإبصار، ويساعد في اختفاء الرشح، الجدير بالذكر بأن المرضى الذين لديهم اعتلال شبكي سكري يفيدهم الحقن بنسبة كبيرة بصورتين؛ أولا الذين لديهم ترشيح في مركز الإبصار نتيجة السكري يستفيدون جداً من الحقن، وهناك حالات لديهم نشاط في الاعتلال الشبكي السكري التشعبي وذلك بوجود شعيرات دموية غير طبيعية تنمو على سطح الشبكية، ولا يستطيع الليزر القضاء على هذه الشعيرات، ويحدث لهم نزيف متكرر، ويساعد الحقن على جفاف هذه الشعيرات وتختفي، وهناك المرضى الذين يستعدون لإجراء عمليات جراحية ولديهم تليفات في الجسم الزجاجي والشبكية وشد على الشبكية وانفصال بها، هؤلاء يتم حقنهم قبل العملية بمدة ثلاثة أو أربعة أيام حتى تختفي الشعيرات الدموية و تتراجع وتهدأ العين، وذلك يساعد بصورة كبيرة عند إجراء الجراحة وإزالة التليفات حيث تزال بسهولة ويسر وتقل نسبة النزيف داخل العين وقت العملية وتزيد من فرص نجاحها. وكذلك يستفيد مرضى التهابات الشبكية من العلاج بالحقن وذلك لاحتياجهم لحقن كورتيزون في العين بدون الحاجة للتعرض لآثاره الجانبية المتعددة. في نسبة كبيرة من الحالات نواصل الحقن لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر بمعدل كل شهر حقنة حتى تستقر الحالة، ثم نتابع المريض ونجري الفحوصات كل شهرين أو ثلاثة حتى نطمئن على الحالة، في حالة وجود نشاط في أي فترة من الفترات نعطي الحقن عند اللزوم. وأضاف الدكتور خيري بأن الحقن بسيط جداً ويستغرق دقائق معدودة ويتم إجراؤه في غرفة معقمة ومخصصة للحقن، حيث ينام المريض على سرير، ويتم تعقيم العين وحول العين، ويوضع تحت الميكروسكوب لعمل الحقن ويخرج المريض بعد مرور أقل من 5 دقائق دون إحساس بالألم، ويراجع المريض بعد إجراء الحقن ليلاً أو في صباح اليوم التالي حتى نطمئن على العين، ويمارس حياته طبيعياً، وليس هناك عمر معين للحقن، ومن الممكن أن يستخدم لأي شخص وفي أي عمر. وهناك نسبة كبيرة ومتزايدة من الحالات تعتمد بنسبة كبيرة على الحقن داخل العين .ولا يوجد ما يمنع من حقن المريض في كلتا العينين عند الحاجة، ولكن يفضل إجراؤه في كل عين على حده مع فاصل يوم أو أكثر بين العين والأخرى وذلك لزيادة الأمان. ويعتبر العلاج بالحقن من الطفرات التي حدثت في طب وجراحة العيون بالنسبة لتخصص الشبكية والجسم الزجاجي خاصة، وهناك مجموعات مختلفة من العلاجات من الممكن أن تستخدم للعلاج بالحقن وفتحت أبواب أمل كثيرة للمرضى في السنوات القليلة الماضية.