دعا خبراء في البيئة إلى إيجاد مواقع لوضع حاويات النفايات بدلا من تركها تحت العمائر السكنية، مبينين أن وجودها مكشوفة أسهم في وجود حشرات وتكاثر الفئران والقطط وشجع النابشات على بعثرة النفايات وإخراج ما بداخل الحاويات إلى الشارع. وأكدوا أن الحاويات الصديقة للبيئة تعكس منظرا جماليا للأحياء، خصوصا إذا لاحظنا أن معظم الدول العالمية تتعامل مع النفايات بطريقة واعية ومحددة بالفرز وهو ما يضمن صحة الإنسان وسلامة بيئته. واعتبر الخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن كماس، أن وجود حاويات النفايات تحت العمائر السكنية منظر يشوه جمال الحي، كما يعوق حركة الشارع، ويسهم في انتشار الحشرات والقطط والآن لوحظ انتشار الفئران في حجم الأرانب، ولا أستبعد أن تصبح مع مرور الأيام في حجم القطط، لتعايشها مع الظروف البيئية المحيطة التي وفرت لها الغذاء والمأوى. الدكتور كماس أكد أن إبعاد هذه الحاويات عن شوارع الأحياء ووضعها في مكان بعيد عن السكان وإلزام حراس العمائر برمي أكياس النفايات هناك يضمن عدم انتشار القطط والفئران وبعثرة النابشات للقمامة، كما يجنب انتشار الكائنات الدقيقة التي قد لا ترى بالعين. ولم يختلف رأي أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي عن الآراء السابقة، حيث قال: وضع حاويات النفايات بعيدا عن العمائر يضمن صحة الإنسان وسلامة البيئة، فكما هو معروف أن النفايات لدينا تحتوي على كل الأصناف والأشكال، منها غذاء وورق وعلب وغيرها وجميعها تستقطب النابشات والقطط والفئران، وبالتالي فإن وضعها بعيدا عن العمائر يجنب الكثير من الانعكاسات البيئية. وخلص إلى القول: لا بد للأمانة أن تعيد النظر في هذه الحاويات المكشوفة لأنها تشوه المنظر وتنتج عنها روائح كريهة بجانب الأضرار التي تهدد سلامة صحة الإنسان. وتطرق المختص البيئي محمد فلمبان، إلى جوانب أخرى في القضية وقال: هناك جانبان في القضية، أولا: ما هو مرتبط بوعي أفراد المجتمع، ثانيا: ما هو مرتبط بموقع هذه الحاويات، فإذا تطرقنا إلى النقطة الأولى فإننا نجد أن محتوى حاويات النفايات يشمل الأكل والزجاج والورق وعلب الألمنيوم، والآن نلاحظ أيضا الخشب، وكل هذه النفايات أو الملوثات ساعدت على وجود قطط وفئران لأنها وجدت المأوى والغذاء اللازم لها فأصبحت هذه السلسلة مستمرة، وبالتالي فإن غياب وعي الفرد في كيفية التعامل مع النفايات أوجد كل هذه الإشكاليات، وقد لا يلام على ذلك، لأنه أساسا لا يوجد أي تصنيف للنفايات لدينا، بدليل إذا تم فرز حاوية واحدة سنجد فيها كل أشكال وألوان النفايات، لذا فإن غياب الفرز أسهم وبشكل فعال في إيجاد هذه المشكلة. وأشار الى أن النقطة الثانية تتمثل في أن مواقع الحاويات للأسف تحت العمائر وهذا ساعد في انتشار القطط والفئران والنابشات ولا يوجد في العالم بلد يضع هذه الحاويات تحت العمائر السكنية، بل في مكان مخصص بعيد عن سكان الحي كنهاية الشارع أو أي موقع مناسب وبذلك نضمن سلامة صحة الإنسان وبيئته من الملوثات. وخلص الى القول: لا بد أن تكون الحاويات صديقة للبيئة وليست مصدرا للتلوث وتنامي القطط والفئران، لذا أتمنى من الأمانة أن تدرس هذا الأمر بعناية وتوجد حلولا جذرية تحفظ جمال أحياء العروس من التشوه والتلوث، كما تعيد النظر في الحاويات، لأنها أصبحت علامة سيئة للأحياء، وضرورة تصنيف هذه الحاويات، وتنفيذ حملات توعوية للمجتمع في كيفية التعامل مع النفايات المنزلية.