اتفق الشارع الرياضي السعودي على أن أداء المدرب لوبيز كارو في مواجهة الافتتاح كان مخيبا وصادما لهم بكل المقاييس، واعتبروا محاولة التبرير التي قالها بشأن التشكيلة التي خاضها بها لقاء قطر غير مقنعة وتفتقر للمنطقية. وفيما جدد عدد من المحللين الدعم للأخضر إلا أن الغالبية منهم استغربت إصراره على ارتكاب الأخطاء في أوقات صعبة، واتفقوا أنه لولا ضياع العديد من الفرص القطرية لدفع الأخضر الثمن بخسارة أولى. وطالبوا بمحاسبة لوبيز على أخطائه الفنية في اختيار التشكيلة غير المناسبة والتغييرات الغريبة على مدار اللقاء، وطالب آخرون بإقالته فورا لتدارك ما يمكن تداركه. ولم يبرئ أي منهم المدرب الإسباني من لعب الدور الأكبر في هذا الظهور الأول وغير المقنع الذي -بحسب كثيرين- دق ناقوس الخطر حول مستقبل الأخضر قبل نهائيات أمم آسيا في أستراليا، وحركت المطالب بقوة في المطالبة برحيله السريع. يقول المحلل الرياضي فيصل ابوثنين إن لوبيز أدار المنتخب بفكر قديم مستغربا عشوائية الاتحاد السعودي بتجديد الثقة فيه، وقال هل يستمتع الان بظهور المنتخب بمظهر هزيل بدائي يعكس عشوائية العمل في إتحاد الكرة، منتقدا الاداء الفني له في المباراة معتبرا لوبيز غير قادر على الاستفادة منوفرة النجوم وتنوع مراكزهم في المنتخب، لافتا إلى أن منتخبنا يدار بفكر قديم على حد وصفه وتعبيره. منهجية فردية وقال المدرب الوطني علي كميخ إن التعادل كان مقنعاً.. وقدم نجوم الفريقين مستوى متوسطا، خاصة من حيث الانضباط الدفاعي في الجانب القطري الأبرز والحلول الهجومية الاجتهادية السعودية الأكثر، وعلق على العمل الفني بالقول منهجية الأخضر تعتمد على الحلول الفردية للاعبين والدفاع يحتاج لانضباط أكثر، في إشارة إلى تواضع أداء لوبيز في هذا الجانب تحديدا. وأضاف كميخ بالقول الإمارات وإسبانيا خسروا أول مباراة افتتاحية وخطفوا الخليجية وكأس العالم، الهدوء بالبطولات سلاح النجاحات العاطفة تدمر ولا تبني، تجتاح العاطفة كثيرين من محبي كرة القدم عقب المباراة لكن الصبر وإيجاد الحلول الفنية يصنع الإنجاز مزيدا من الهدوء عشاق الأخضر. تخبط وعشوائية أما مدرب المنتخب الوطني المحلل الرياضي عبدالعزيز الخالد فقال عن المواجهة منتخبنا لم يكن مقنعاً أبداً، ولم يقدم الشيء المطلوب وكان للمدرب لوبيز دور في ذلك حيث إن التغييرات كانت سلبية للغاية ولم تغير الأداء. وأضاف المدرب لم يكن له بصمة في أداء اللاعبين بالرغم أن اللاعبين لديهم إمكانيات كبيرة لكن توظيف قدراتهم ليست موجودة.. وأضاف المنتخب خذل المتابعين والمشاهدين واختتم كلامه بقوله المنتخب بلا هوية. فيما قال المحلل الرياضي عبدالرحمن الرومي إن المباراة في الشوط الأول والثاني لم ترتق للمستوى المطلوب وكان المنتخب القطري هو الأفضل بهجماته الأكثر خطورة على المرمى السعودي، وحمل المدرب لوبيز عدم ظهور المنتخب بالشكل المطلوب، وقال إن اختيار العناصر من قبله كانت خاطئة، ومنتخب قطر كان منظماً بالشكل الصحيح أكثر منا وكان يستحق الفوز لأنه كان الأخطر في صناعة الهجمات بعكس المنتخب السعودي الذي اعتمد على اجتهادات بعض اللاعبين واختتم كلامه بقوله أتمنى من الاتحاد السعودي الاستعجال في الحل السريع مع المدرب لوبيز. تغييرات خاطئة أما المدرب الوطني محفوظ حافظ علق بالقول إن تفوق المنتخب القطري ناتج عن أسلوب لبعه الجيد، وأن مباراة الافتتاح للأخضر لم ترتق لمستوى الطموح ولكن دائما في مثل هذه المباريات المهم هو النتيجة الإيجابية، وأضاف كان يجب على لوبيز أن يغير في وسط الملعب ليحضر جيدا، ولم يزج بالعناصر المهمة في مقدمتها يحيى الشهري الذي كان مطلبا مهما في البطولة. دعم الجماهير محمد السراح علق بالقول إن مباراة الافتتاح لم تكن مرضية للمنتخب وعشاقه، لكن في واقع الحال هي مباراة أولى وعادة ما يكون الحكم عليها قاسيا لذا لننتظر ونرى. النجم الدولي ياسر القحطاني علق بالقول إن خروجنا بنقطة إيجابية يعتبر أمرا مهما في أول المشوار، رغم أن الفوز كان أقرب لنا، مؤكدا أنه مازال لدى منتخبنا الكثير، ووجه رسالة عتب للجماهير وقال إن الحضور والوقوف مع المنتخب ومساندته قوة إضافية يحتاج المباراة المقبلة «نبيها فل». تفوق قطري بينما قال المحلل فهد الهريفي إن الكرة القطرية تفوقت علينا بوجود مدرب قدير مثل جمال بن ماضي أجاد السيطرة على مفاتيح اللعب واستفاد من خلال التغييرات، وأن مدرب المنتخب أخفق في التغييرات وكان وجود يحيى الشهري أمر ضروري في المواجهة. وقال الناقد محمد السليمان إن لوبيز أفقدنا الثقة في الأخضر وأن أي مدرب سيعاني كثيرا بسببه. القطري ماجد الخليفي غرد عبر تويتر قائلا إن التعادل كان مرضيا للقطريين لكنهم كان الأفضل من حيث الاستحواذ والسيطرة على وسط الميدان. وقال الحارس السابق الفضلي إن لوبيز غريب وأن الأخضر السعودي لم يقدم ربع ما يملكه من إمكانيات، وأن البداية جيدة للمنتخب القطري الذي قدم مباراة ممتازة وكان الأقرب للفوز ممتدحا أداء بن ماضي. معنويات مهزوزة ولخصت ردود الفعل التي واكبت المباراة وأداء لوبيز الأمر في عدد من الإيجابيات والسلبيات، فعلى النواحي الأولى كانت أهم الإيجابيات التي خرج بها الأخضر من هذا اللقاء هو عدم تلقيه لهزيمة كانت ستؤثر سلبياً كثيراً على معنوياته خلال المباراتين المقبلتين، وكانت ستعقد من موقفه في المجموعة الأولى التي يتواجد بها منتخبا البحرين واليمن، ونجح لاعبو السعودية في الخروج بأقل الخسائر أمام منتخب قطري قوي وعنيد، وهو أمر جيد عندما تكون في غير مستواك. فرصة تصحيح الأخطاء للوبيز بعد وقوفه على جدوى مشاركة بعض الأسماء، والاعتماد في المباراة المقبلة على لاعبين تواجدوا على دكة البدلاء يستحقون الدخول في التشكيلة الأساسية للأخضر، وإعادة توظيف اللاعبين في مراكزهم. أما أهم السلبيات التي ظهرت في المنتخب السعودي في اللقاء كانت عديدة، بينها ضعف اللياقة البدنية لبعض اللاعبين وهو ما كشفته أحداث الشوط الثاني، افتقاده للروح والانسجام في الخطوط الأمامية، وغياب الحلول الهجومية عند المنتخب رغم وجود أهم العناصر التي يعتمد عليها، فضلا عن الاعتماد بشكل كبير على المحاولات الفردية التي من السهل أن يتم إيقافها أمام منتخب يلعب بشكل جماعي بصورة جيدة. أما التنظيم الدفاعي فقد كان سيئا خاصة فيما يتعلق بغياب الرقابة الجيدة والتمركز الصحيح لمدافعي الأخضر، وهو مانتج عنه حصول قطر على العديد من الفرص التي كانت كفيلة بالخروج بنقاط المباراة الثلاث. وكان الحضور الجماهيري الضعيف عاملا مؤثرا على معنويات لاعبي المنتخب السعودي، فضلا عن أن التحضير النفسي للمباراة لم يكن جيداً من جانب المدرب لوبيز كارو.