شدد خبراء استراتيجيون ل«عكاظ» على أهمية الدور تقوم به المملكة كأحد ركائز مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصاديات العالم، منوهين بالثقة التي يضعها قادة المجموعة في قرارات المملكة في سبيل استقرار الاقتصاديات والسياسات الدولية. وأكد الخبراء أن المملكة تسهم في تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي على مستوى العالم من خلال حماية منابع النفط وضمان تدفقاته واستقرار أسعاره. وأوضح المحلل الاستراتيجي فضل البوعينين، أن المجتمع الدولي يولي ثقة كبيرة في المملكة وهي ثقة مستمدة من الدور الذي تلعبه في معالجة الأزمات الاقتصادية العالمية. وقال إن مركز المملكة المحوري في صناعة النفط يجعلها من أكثر الدول القادرة على التأثير في الاقتصاد العالمي الذي يعتمد في نموه على إمدادات النفط واستقرار أسعاره، مشيرا إلى ان الأدوار المسؤولة التي تقوم بها المملكة تجعلها مصدر ثقة للمجتمع الدولي وليس مجموعة العشرين فحسب. وأضاف أن الدور المهم الذي لعبته المملكة خلال السنوات الخمس الماضية، كانت له انعكاسات إيجابية كبيرة على الاقتصاد العالمي، بشهادة مجموعة العشرين والهيئات الدولية. وأشار البوعينين إلى أن للمملكة دورا أكبر في استقرار المنطقة، والنأي بها عن النزاعات المدمرة التي قد تكون سببا في شل حركة العالم اقتصاديا في حال تعثر عمليات الإنتاج في أغنى مناطق النفط في العالم، مؤكدا أن الاستقرار العالمي لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن الاستقرار الاقتصادي، وأحسب أن المملكة تسهم في تحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة، والاستقرار الاقتصادي في العالم من خلال حماية منابع النفط وضمان تدفقاته واستقرار أسعاره. ورجح أن مخرجات قمة العشرين ستركز على استمرارية دعم النمو العالمي، والتأكيد على الإصلاحات المالية والنقدية، وأسواق المال، والتشريعات الضريبية، ومعالجة مشاكل سوق العمل التي باتت تؤثر سلبا في أوربا وبعض الدول الأخرى. من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي الدكتور انور عشقي، أن للمملكة ثقلها السياسي في المحافل الدولية، ولها ثوابت ومبادئ تسير عليها وسياسة شفافة ومستقلة لا تخضع للتسيير ولا للترهيب. وقال إن دول العالم تدرك جيداً أن المملكة لديها القدرة على تحريك العالم الاسلامي بما يخدم مصالحه، مضيفا أن خادم الحرمين الشريفين عندما يتحدث، فإن العالم يستمع له، وعندما ينادي فالعالم يستجيب لندائه، وهذه ميزة ليست متوفرة إلا لمن هم في صدارة صناعة القرار الدولي. وأوضح أنه عندما نتحدث عن الثقل الاقتصادي، فليس هناك دولة لديها أكبر احتياطي للنفط إلا المملكة، ونحن نتعامل مع الدول الكبرى حسب المصالح الدولية المشتركة والتي تضمن لنا حضوراً اقتصادياً له تأثير فعال على المسار الاقتصادي العالمي. وأكد أن للمملكة دورا فعالا وحاسما في التأثير على اقتصاديات العالم، من خلال قراراتها في منظمة الأوبك والتي توازن دائما بين مصالح المنتجين والمستهلكين. بدوره، رأى المراقب السياسي والاقتصادي إبراهيم ناظر، أن الثقل الاقتصادي للمملكة كأكبر اقتصاد شرق اوسطي يمنحها القوة لتكون احد الركائز الاساسية لمجموعة العشرين، كما يمنحها ثقلا سياسيا في المحافل الدولية في سبيل نصرة القضايا العربية والاسلامية. وأفاد أنه خلال الاعوام العشرة الماضية بلغ الفائض المالي للمملكة حدود التريليون دولار، وهو مبلغ كبير جداً يعكس القوة الاقتصادية التي تتمتع بها. وأشار ناظر إلى أن انعقاد قمة العشرين في هذا التوقيت ومع انخفاض اسعار النفط عالمياً إلى حدود 80 دولارا للبرميل سوف يكون له انعكاس على محادثات القمة، منوها بالجهود التي تبذلها المملكة وباعها الطويل في مد يد المساعدة للعديد من الدول العربية والاسلامية وغير الاسلامية في جميع المجالات، إذ إنها تلتزم بنسبة من الناتج المحلي تخصصه لتلك المساعدات.